فصل: باب زُهْدِ الأَنْبِيَاءِ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجامع لمعمر بن راشد ***


باب دُخُولِ الْجَنَّةِ

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَيْسَ وَاحِدٌ مِنْكُمْ بِمُنْجِيهِ عَمَلُهُ، وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، قَالُوا‏:‏ وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، وَابْنَ سِيرِينَ، يُحَدِّثَانِ، مِثْلَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ دَخَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَاشِمَةِ عَلَى عَائِشَةَ بَعْدَ الْجَمَلِ، فَقَالَتْ‏:‏ مَا فَعَلَ فُلاَنٌ‏؟‏ تَعْنِي طَلْحَةَ، قَالَ‏:‏ قُتِلَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ‏:‏ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ، مَا فَعَلَ فُلاَنٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُتِلَ، قَالَ‏:‏ فَرَجَّعَتْ أَيْضًا، وَقَالَتْ‏:‏ يَرْحَمُهُ اللَّهُ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ بَلْ نَحْنُ لِلَّهِ، وَإِنَّا لِلَّهِ عَلَى زَيْدٍ وَأَصْحَابِ زَيْدٍ، يَعْنِي زَيْدَ بْنَ صُوحَانَ، قَالَتْ‏:‏ وَقُتِلَ زَيْدٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، قَالَتْ‏:‏ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا مِنْ جُنْدٍ، وَهَذَا مِنْ جُنْدٍ تَرَحَّمِينَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا، وَاللهِ لاَ يَجْتَمِعُونَ أَبَدًا، قَالَتْ‏:‏ أَوَلاَ تَدْرِي، رَحْمَةُ اللَّهُ وَاسِعَةٌ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ الْيَهُودِ، وَالنَّصَارَى كَمَثَلِ رَجُلٍ قَالَ‏:‏ مَنْ أَسْتَأْجِرُهُ يَعْمَلُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ بِقِيرَاطٍ، فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ مَنْ أَسْتَأْجِرُهُ يَعْمَلُ إِلَى صَلاَةِ الْعَصْرِ بِقِيرَاطٍ، فَعَمِلَتِ النَّصَارَى، ثُمَّ قَالَ‏:‏ مَنْ أَسْتَأْجِرُهُ يَعْمَلُ إِلَى اللَّيْلِ بِقِيرَاطَيْنِ، فَعَمِلْتُمْ أَنْتُمْ، فَلَكُمُ الأَجْرُ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَتِ الْيَهُودُ نَحْنُ أَكْثَرُ أَعْمَالاً وَأَقَلُّ أُجُورًا، فَقَالَ اللَّهُ‏:‏ أَظُلِمْتُمْ مِنْ أُجُورِكُمْ شَيْئًا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَإِنَّهُ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ‏.‏

باب الرُّخَصِ فِي الأَعْمَالِ وَالْقَصْدِ

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ هَذِهِ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ فُلاَنَةُ بِنْتُ فُلاَنٍ، وَهِيَ يَا رَسُولَ اللهِ، لاَ تَنَامُ اللَّيْلَ، فَقَالَ‏:‏ مَهْ خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَأَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللهِ مَا دَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلَّ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لِيَأْخُذْ أَحَدُكُمْ مِنَ الْعَمَلِ مَا يُطِيقُ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا قَدْرُ أَجَلِهِ، وَإِنَّ أَحَبَّ الْعِبَادَةِ إِلَى اللهِ مَا دِيمَ عَلَيْهَا وَإِنْ قَلَّتْ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ عَمَلٌ قَلِيلٌ فِي سُنَّةٍ، خَيْرٌ مِنْ عَمَلٍ كَثِيرٍ فِي بِدْعَةٍ، وَمَنِ اسْتَنَّ بِي فَهُوَ مِنِّي، وَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُعْمَلَ بِرُخَصِهِ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ يُعْمَلَ بِعَزَائِمِهِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَقَامَ عَلَيْهِ ثَلاَثًا، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ جَاءَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَيْنَ كُنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ عُيَيْنَةَ، يَعْنِي عَيْنًا، فَتَبَتَّلْتُ عِنْدَهَا هَذِهِ الثَّلاَثَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ تَبَتَّلَ فَلَيْسَ مِنَّا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ عَلَى أُمِّهِ، وَكَانَتْ صَامَتْ حَتَّى مَاتَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ صَامَتْ وَلاَ أَفْطَرَتْ وَأَبَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهَا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، وَابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، يَرْوِيهِ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ لاَ زِمَامَ، وَلاَ خِزَامَ، وَلاَ سِيَاحَةَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ مُحَرِّمَ الْحَلاَلِ كَمُسْتَحِلِّ الْحَرَامِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَيُّ الدِّينِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ‏.‏

باب ذِكْرِ اللَّهِ

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ يَا ابْنَ آدَمَ اذْكُرْنِي فِي نَفْسِكَ أَذْكُرْكَ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرْتَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُكَ فِي مَلَإٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، أَوْ قَالَ‏:‏ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ دَنَوْتَ مِنِّي شِبْرًا دَنَوْتُ مِنْكَ ذِرَاعًا، وَإِنْ دَنَوْتَ ذِرَاعًا دَنَوْتُ بَاعًا، وَلَوْ أَتَيْتَنِي تَمْشِي أَتَيْتُكَ أُهَرْوِلُ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ قَالَ قَتَادَةُ‏:‏ وَاللَّهُ أَسْرَعُ بِالْمَغْفِرَةِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أُمِّ عِكْرِمَةَ بِنْتِ خَالِدٍ، أَنَّهَا أَرْسَلَتْ أَخًا لَهَا إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ تَسْأَلُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَقُولُ‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، قَالَ‏:‏ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ‏:‏ مَنْ قَالَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ فَهُوَ عَدْلُ رَقَبَةٍ‏.‏

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ‏:‏ فَاسْتَكْثِرُوا مِنِ الرِّقَابِ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ حَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَتَغَشَّتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ‏.‏

وَقَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ، نَزَلَ إِلَى هَذِهِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَنَادَى‏:‏ هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ يَتُوبُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ، هَلْ مِنْ دَاعٍ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ، إِلَى الْفَجْرِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ‏:‏ سَيَعْلَمُ الْجَمْعُ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ، أَيْنَ الَّذِينَ كَانَتْ‏:‏ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ، حَتَّى، ‏{‏مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ‏}‏، قَالَ‏:‏ فَيَقُومُونَ فَيتَخَطَّوْنَ رِقَابَ النَّاسِ، ثُمَّ يُنَادِي أَيْضًا‏:‏ سَيَعْلَمُ الْجَمْعُ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ، أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا‏:‏ ‏{‏لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ‏}‏، فَيَقُومُونَ يَتَخَطَّوْنَ رِقَابَ النَّاسِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ يُنَادِي أَيْضًا‏:‏ سَيُعْلَمُ الْجَمْعُ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ‏:‏ أَيْنَ الْحَمَّادُونَ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، قَالَ‏:‏ فَيَقُومُونَ وَهُمْ كَثِيرٌ، ثُمَّ تَكُونُ التَّبِعَةُ، وَالْحِسَابُ فِيمَنْ بَقِيَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَالَ‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ‏:‏ فَهِيَ كَلِمَةُ الإِخْلاَصِ الَّتِي لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ مِنْ أَحَدٍ عَمَلاً حَتَّى يَقُولَهَا، فَإِذَا قَالَ‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِعَبْدٍ قَطُّ حَتَّى يَقُولَهَا، وَإِذَا قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ‏:‏ فَهِيَ تَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَإِذَا قَالَ سُبْحَانَ اللهِ‏:‏ فَهِيَ صَلاَةُ الْخَلاَئِقِ، وَإِذَا قَالَ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ‏:‏ قَالَ‏:‏ أَسْلَمَ وَاسْتَسْلَمَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، أَنَّهَا شَكَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعْفًا، فَقَالَ لَهَا‏:‏ سَبِّحِي مِئَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِنْ مِئَةِ رَقَبَةٍ تُعْتِقِينَهَا، وَاحْمَدِي مِئَةَ مَرَّةٍ، فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِنْ مِئَةِ فَرَسٍ تَحْمِلِينَ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَكَبِّرِي مِئَةَ تَكْبِيرَةٍ فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِنْ مِئَةِ بَدَنَةٍ تُهْدِينَهَا إِلَى بَيْتِ اللهِ، وَقُولِي‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مِئَةَ مَرَّةٍ، فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَلَنْ يُرْفَعَ لأَحَدٍ عَمَلَ أَفْضَلُ مِنْهُ، إِلاَّ مَنْ قَالَ مِثْلَ مَا قُلْتِ، أَوْ زَادَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ‏:‏ كَانَ سَلْمَانُ يُعَلِّمُنَا التَّكْبِيرَ يَقُولُ‏:‏ كَبِّرُوا اللَّهَ‏:‏ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، مِرَارًا، اللَّهُمَّ أَنْتَ أَعْلَى وَأَجَلُّ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ صَاحِبَةٌ، أَوْ يَكُونَ لَكَ وَلَدٌ، أَوْ يَكُونَ لَكَ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ، أَوْ يَكُونَ لَكَ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ تَكْبِيرًا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ وَاللهِ لَتَكْتُبُنَّ هَذِهِ، وَلاَ تُتْرَكُ هَاتَانِ، وَلَيَكُونَنَّ هَذَا شُفَعَاءَ صِدْقٍ لِهَاتَيْنِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جُرَيٍّ النَّهْدِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ التَّسْبِيحُ نِصْفُ الْمِيزَانِ، وَالْحَمْدُ يَمْلُؤهُ، وَالتَّكْبِيرُ يَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَالصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ، وَالطُّهُورُ نِصْفُ الإِيمَانِ‏.‏

- قَالَ‏:‏ وَحَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبَانَ، قَالَ‏:‏ لَمْ يُعْطَ التَّكْبِيرَ أَحَدٌ إِلاَّ هَذِهِ الأُمَّةُ‏.‏

باب فَضْلِ الْمَسَاجِدِ

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَنَّ الْمَسَاجِدَ بُيُوتُ اللهِ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّهُ لَحَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ يُكْرِمَ مَنْ زَارَهُ فِيهَا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، رَفَعَ الْحَدِيثَ قَالَ‏:‏ إِنَّ لِلْمَسَاجِدِ أَوْتَادًا جُلَسَاؤُهُمُ الْمَلاَئِكَةُ يَتَفَقَّدُونَهُمْ، فَإِنْ كَانُوا فِي حَاجَةٍ أَعَانُوهُمْ، وَإِنْ مَرِضُوا عَادُوهُمْ، وَإِنْ خُلِّفُوا افْتَقَدُوهُمْ، وَإِنْ حَضَرُوا قَالُوا‏:‏ اذْكُرُوا ذَكَرَكُمُ اللَّهُ‏.‏

باب‏:‏ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعَبْدِهِ

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَأَخَذَ رَجُلٌ فَرْخَ طَائِرٍ، فَجَاءَ الطَّائِرُ فَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي حِجْرِ الرَّجُلِ مَعَ فَرْخِهِ، فَأَخَذَهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ عَجَبًا لِهَذَا الطَّائِرِ جَاءَ وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي أَيْدِيكُمْ رَحْمَةً لِوَلَدِهِ، فَوَاللهِ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ هَذَا الطَّائِرِ بفَرْخِهِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ لاَ أَدْرِي أيَرْفَعُهُ أَمْ لاَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ لَيَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَجِدَ ضَالَّتَهُ بِوَادٍ، فَخَافَ أَنْ يَقْتُلَهُ فِيهِ الْعَطَشُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ تُجُوِّزَ لأُمَّتِي النِّسْيَانُ وَالْخَطَأُ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ‏.‏

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ هِشَامٍ‏.‏

باب رَحْمَةِ النَّاسِ

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، وَالأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسٌ، فَقَالَ الأَقْرَعُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي لَعَشْرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ إِنْسَانًا قَطُّ، قَالَ‏:‏ فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، أَنَّ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ قَالَ لِعُمَرَ وَرَآهُ يُقَبِّلُ بَعْضَ وَلَدِهِ، فَقَالَ‏:‏ أَتُقَبِّلُ وَأَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ‏؟‏ لَوْ كُنْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا قَبَّلْتُ لِي وَلَدًا، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ اللَّهَ اللَّهَ‏؟‏ حَتَّى اسْتَحْلَفَهُ ثَلاَثًا، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ فَمَا أَصْنَعُ إِنْ كَانَ اللَّهُ نَزَعَ الرَّحْمَةَ مِنْ قَلْبِكَ، إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا يَرْحَمُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ‏.‏

باب كَفَالَةِ الْيَتِيمِ

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَنَا وَسَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ، قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ امْرَأَةٌ تُوُفِّيَ زَوْجُهَا فَقَعَدَتْ عَلَى عِيَالِهَا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ كَالْقَائِمِ لَيْلَهُ وَالصَّائِمِ نَهَارَهُ، وَأَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ الْمُصْلِحُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ‏.‏

حَقُّ الرَّجُلِ عَلَى امْرَأَتِهِ

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ دَاوُدَ قَالَ‏:‏ كُنْ لِلْيَتِيمِ كَالأَبِ الرَّحِيمِ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ كَمَا تَزْرَعُ تَحْصُدُ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْمَرْأَةَ الصَّالِحَةَ لِبَعْلِهَا فِي الْجَمَالِ، كَالْمَلِكِ الْمُتَوَّجِ بِالتَّاجِ الْمُخَوَّصِ بِالذَّهَبِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْمَرْأَةَ السُّوءَ لِبَعْلِهَا كَالْحِمْلِ الثَّقِيلِ عَلَى ظَهْرِ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ، وَأَنَّ خُطْبَةَ الأَحْمَقِ فِي نَادِي الْقَوْمِ كَالْمُغَنِّي عِنْدَ رَأْسِ الْمَيِّتِ، وَلاَ تَعِدْ أَخَاكَ، ثُمَّ لاَ تُنْجِزُ لَهُ، فَإِنَّهُ يُورِثُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةً، مَا أَحْسَنَ الْعِلْمَ بَعْدَ الْجَهْلِ، وَمَا أَقْبَحَ الْفَقْرَ بَعْدَ الْغِنَاءِ، وَمَا أَقْبَحَ الضَّلاَلَةَ بَعْدَ الْهُدَى‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ أَتَتْ بِنْتٌ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو زَوْجَهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ارْجِعِي يَا بُنَيَّةُ، لاَ امْرَأَةٌ بِامْرَأَةٍ حَتَّى تَأْتِيَ مَا يُحِبُّ زَوْجُهَا وَهُوَ وَازِعٌ، وَلَوْ كُنْتُ آمُرُ شَيْئًا أَنْ يَسْجُدَ لِشَيْءٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِبَعْلِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا، وَإِنَّ خَيْرَ النِّسَاءِ الَّتِي إِنْ أُعْطِيَتْ شَكَرَتْ، وَإِنْ أُمْسِكَ عَنْهَا صَبَرَتْ قَالَ الْحَسَنُ‏:‏ وَلَوْ أَقْسَمْتُ مَا هِيَ بِالْبَصْرَةِ لَصَدَقْتُ هَاهُنَا خَمْشُ وُجُوهٍ، وَشَقُّ جُيُوبٍ، وَنَتْفُ إِشْعَارٍ، وَرَنُّ شَيْطَانٍ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ‏:‏ ثَلاَثٌ هُنَّ فَوَاقِرُ‏:‏ جَارُ سُوءٍ فِي دَارِ مُقَامَةٍ، وَزَوْجُ سُوءٍ إِنْ دَخَلْتَ عَلَيْهَا‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏، وَإِنْ غِبْتَ عَنْهَا لَمْ تَأْمَنْهَا، وَسُلْطَانٌ إِنْ أَحْسَنْتَ لَمْ يَقْبَلْ مِنْكَ، وَإِنْ أَسَأْتَ لَمْ يُقِلْكَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْقَاسِمِ، أَوِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ رَأَى النَّصَارَى تَسْجُدُ لِبَطَارِقَتِهَا، وَأَسَاقِفَتِهَا، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِنِّي رَأَيْتُ النَّصَارَى تَسْجُدُ لِبَطَارِقَتِهَا، وَأَسَاقِفَتِهَا، وَأَنْتَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ نَسْجُدَ لَكَ، فَقَالَ‏:‏ لَوْ كُنْتُ آمِرًا شَيْئًا أَنْ يَسْجُدَ لِشَيْءٍ دُونَ اللهِ، لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، وَلَنْ تُؤَدِّيَ امْرَأَةٌ حَقَّ زَوْجِهَا، حَتَّى لَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعْهُ نَفْسَهَا‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِهَابٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَتْنِي امْرَأَةٌ، أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ‏:‏ كَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا نَفِسَتْ وُضِعَتْ عَلَى قَتَبٍ لِيَكُونَ أَهْوَنَ لِوِلاَدِهَا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ الْمَرْأَةُ شَطْرُ دِينِ الرَّجُلِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَتَتْ إِلَى أَبِيهَا تَشْكُو الزُّبَيْرَ، فَقَالَ‏:‏ ارْجِعِي يَا بُنَيَّةُ، فَإِنَّكَ إِنْ صَبَرْتِ وَأَحْسَنْتِ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ تَنْكِحِي بَعْدَهُ، ثُمَّ دَخَلْتُمَا الْجَنَّةَ كُنْتِ زَوْجَتَهُ فِيهَا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ كَانَ يُقَالُ‏:‏ مَثَلُ الْمَرْأَةِ السَّيِّئَةِ الْخُلُقِ كَالسِّقَاءِ الْوَاهِي فِي الْمَعْطَشَةِ، وَمَثَلُ الْمَرْأَةِ الْجَمِيلَةِ الْفَاجِرَةِ كمَثَلُ خِنْزِيرٍ فِي عُنُقِهِ طَوْقٌ مِنْ ذَهَبٍ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ امْرَأَةٍ، سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ‏:‏ لاَ تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ زَوْجِهَا حَتَّى لاَ تَمْنَعَهُ نَفْسَهَا وَإِنْ كَانَتْ عَلَى قَتَبٍ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ‏:‏ جَاءَتِ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَدْعُوَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّهُ أَجَلٌ قَدْ حَضَرَ، قَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لآخِرُ ثَلاَثَةٍ دَفَنْتُهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ حَامِلاَتٌ، وَالِدَاتٌ، رَحِيمَاتٌ بِأَوْلاَدِهِنَّ، لَوْلاَ مَا يَأْتِينَ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ دَخَلَتْ مُصَلِّيَاتُهُنَّ الْجَنَّةَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَلِي عِيَالٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ قَالَ الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ‏:‏ وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ بَعِيرًا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا فَائِدَةٌ أَفَادَهَا اللَّهُ عَلَى امْرِئٍ مُسْلِمٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ، إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ فِي نَفْسِهَا، وَإِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ‏:‏ لِدِينِهَا، وَجَمَالِهَا، وَمَالِهَا، وَحَسَبِهَا، فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ أعَجَبْنَنِي‏:‏ الْقَصْدُ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَاءِ، وَالْعَدْلُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَالْخَشْيَةُ فِي السِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةِ، وَثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ أهْلَكَتْهُ‏:‏ شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ، وَأَرْبَعٌ مَنْ أُعْطِيَهُنَّ فَقَدْ أُعْطِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ‏:‏ لِسَانٌ ذَاكِرٌ، وَقَلَبٌ شَاكِرٌ، وَبَدَنٌ صَابِرٌ، وَزَوْجَةٌ مُوَافِقَةٌ، أَوْ قَالَ‏:‏ مُوَاتِيَةٌ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ كَعْبًا، قَالَ‏:‏ أَوَّلُ مَا تُسْأَلُ عَنْهُ الْمَرْأَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ صَلاَتِهَا، وَعَنْ حَقِّ زَوْجِهَا‏.‏

باب فِتْنَةِ النِّسَاءِ

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّمَا هَلَكَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ قِبَلِ أَرْجُلِهِنَّ، وَتَهْلِكُ نِسَاءُ هَذِهِ الأُمَّةِ مِنْ قِبَلِ رُؤُوسِهِنَّ‏.‏

باب أَكْثَرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ‏:‏ جَاءَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ إِلَى امْرَأَتِهِ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ‏:‏ حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ لَيْسَ حِينُ حَدِيثٍ، فَلَمْ تَدَعْهُ، أَوْ قَالَ‏:‏ فَأَغْضَبَتْهُ، فَقَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ نَظَرْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، ثُمَّ نَظَرْتُ فِي النَّارِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وَقَفْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْمَسَاكِينَ، وَوَقَفْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ، وَإِذَا أَهْلُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ إِلاَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَقَدْ أُمِرَ بِهِ إِلَى النَّارِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ ذِي طِمْرَيْنِ لاَ يُؤْبَهُ لَهُ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ بِنَحْوِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ‏:‏ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، قَالَ‏:‏ مَا أَدْرِي أَرَفَعَهُ أَمْ لاَ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ بَعْدَ أَنْ تَرَجَّجَ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَمَنْ نَامَ عَلَى إِجَّارٍ، يَعْنِي ظَهْرَ بَيْتٍ، وَلَيْسَتْ عَلَيْهِ سُتْرَةٌ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ‏:‏ وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ كَبْشًا فَيَذْبَحُنِي أَهْلِي يَأْكُلُونَ لَحْمِي وَيَحْسُونَ مَرَقَتِي‏.‏

قَالَ‏:‏ وَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ‏:‏ وَدِدْتُ أَنِّي رَمَادٌ عَلَى أَكَمَةٍ تَسْفِينِي الرِّيَاحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَتْ عَائِشَةُ‏:‏ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا، أَيْ‏:‏ حَيْضَةً‏.‏

باب تَرْكِ الْمَرْءِ مَا لاَ يَعْنِيهِ

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ‏:‏ لاَ تَعْرِضْ مَا لاَ يَعْنِيكَ، وَاحْذَرْ عَدُوَّكَ، وَاعْتَزِلْ صَدِيقَكَ، وَلاَ تَأْمَنْ خَلِيلَكَ إِلاَّ الأَمِينَ، وَلاَ أَمِينَ إِلاَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ، وَ ‏{‏إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ‏}‏‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ شُرَيْحًا يَقُولُ لِرَجُلٍ‏:‏ يَا عَبْدَ اللهِ، دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ، فَوَاللهِ لاَ تَجِدُ فَقْدَ شَيْءٍ تَرَكْتَهُ لِلَّهِ‏.‏

باب زُهْدِ الأَنْبِيَاءِ

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ غَدَاءٍ وَعَشَاءٍ حَتَّى مَضَى كَأَنَّهَا تَقُولُ حَتَّى قُبِضَ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ‏:‏ مَا تَرَكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ حِينَ رُفِعَ إِلاَّ مِدْرَعَةَ صُوفٍ وَخُفَّيْ رَاعٍ، وَقُرَافَةً يَقْرِفُ بِهَا الطَّيْرَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو رَافِعٍ أَنَّ زَكَرِيَّاءَ، كَانَ نَجَّارًا، قَالَ لَهُ أَبُو عَاصِمٍ‏:‏ وَمَا عِلْمُكَ‏؟‏ قَالَ أَبُو رَافِعٌ‏:‏ قَدْ عَلِمْتُ ذَلِكَ إِذْ أَنْتَ تَلْعَبُ بِالْحَمَامِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنَا أَنَّ لُقْمَانَ كَانَ حَبَشِيًّا‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ‏:‏ دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا كِسَاءً مُلَبَّدًا، وَإِزَارًا غَلِيظًا، فَقَالَتْ‏:‏ فِي هَذَا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ لَقَدْ كَانَ يَأْتِي عَلَيْنَا الشَّهْرُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا نُوقِدُ فِيهِ نَارًا، وَمَا هُوَ إِلاَّ الْمَاءُ وَالتَّمْرُ، غَيْرَ أَنْ جَزَى اللَّهُ نِسَاءً مِنَ الأَنْصَارِ خَيْرًا، كُنَّ رُبَّمَا أهْدَيْنَ لَنَا الشَّيْءَ مِنَ اللَّبَنِ‏.‏

باب بَلاَءِ الأَنْبِيَاءِ

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ‏:‏ وَضَعَ رَجُلٌ يَدَهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ وَاللهِ مَا أُطِيقُ أَنْ أَضَعَ يَدِي عَلَيْكَ مِنْ شِدَّةِ حُمَّاكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ يُضَاعَفُ لَنَا الْبَلاَءُ، كَمَا يُضَاعَفُ لَنَا الأَجْرُ، إِنْ كَانَ النَّبِيُّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى تَأْخُذَهُ الْعَبَاءَةُ فَيُحَوِّلُهَا، وَإِنْ كَانُوا لَيَفْرَحُونَ بِالْبَلاَءِ كَمَا تَفْرَحُونَ بِالرَّخَاءِ‏.‏

باب زُهْدِ الصَّحَابَةِ

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَامِلُ أَذْرِعَاتٍ، قَالَ‏:‏ قَدِمَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَإِذَا عَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ كَرَابِيسَ فَأَعْطَانِيهِ وَقَالَ‏:‏ اغْسِلْهُ وَارْقَعْهُ قَالَ‏:‏ فَغَسَلْتُهُ وَرَقَعْتُهُ، ثُمَّ قَطَعْتُ عَلَيْهِ قَمِيصًا قِبْطِيًّا، فَأَتَيْتُهُ بِهِمَا جَمِيعًا فَقُلْتُ‏:‏ هَذَا قَمِيصُكَ، وَهَذَا قَمِيصٌ قَطَعْتُهُ عَلَيْهِ لِتَلْبَسَهُ، فَمَسَّهُ بِيَدِهِ فَوَجَدَهُ لَيِّنًا، فَقَالَ‏:‏ لاَ حَاجَةَ لَنَا فِيهِ، هَذَا أنْشَفُ لِلْعَرَقِ مِنْهُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ، فَتَلَقَّاهُ عُظَمَاءُ أَهْلِ الأَرْضِ، وَأُمَرَاءُ الأَجْنَادِ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ أَيْنَ أَخِي‏؟‏ قَالُوا مَنْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَبُو عُبَيْدَةَ، قَالُوا‏:‏ أَتَاكَ الآنَ، قَالَ‏:‏ فَجَاءَ عَلَى نَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ بِحَبْلٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَسَاءَلَهُ، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ‏:‏ انْصَرِفُوا عَنَّا، قَالَ‏:‏ فَسَارَ مَعَهُ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرَ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ سَيْفَهُ وَتِرْسَهُ وَرَحْلَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ‏:‏ لَوِ اتَّخَذْتَ مَتَاعًا، أَوْ قَالَ‏:‏ شَيْئًا‏.‏

فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِن هَذَا سَيُبَلِّغُنَا الْمَقِيلَ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الشَّامِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي ذَرٍّ وَهُوَ يُوقِدُ تَحْتَ قِدْرٍ مِنْ حَطَبٍ، قَدْ أَصَابَهُ مَطَرٌ وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ‏:‏ قَدْ كَانَ لَكَ عَنْ هَذَا مَنْدُوحَةٌ لَوْ شِئْتَ لَكُفِيتَ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ‏:‏ وَهَذَا عَيْشِي، فَإِنْ رَضِيتِ وَإِلاَّ فَتَحْتِ كَنَفَ اللهِ، قَالَ‏:‏ فَكَأَنَّمَا ألْقَمَهَا حَجَرًا، حَتَّى إِذَا نَضَجَ مَا فِي قِدْرِهِ، جَاءَ بِصَحْفَةٍ لَهُ، فَكَسَرَ فِيهَا خُبْزَةً لَهُ غَلِيظَةً، ثُمَّ جَاءَ بِالَّذِي فِي الْقِدْرِ فَكَدَرهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ، ثُمَّ قَالَ لِي‏:‏ ادْنُ فَأَكَلْنَا، ثُمَّ أَمَرَ جَارِيَتَهُ أَنْ تَسْقِيَنَا فَسَقَتْنَا مَذْقَةً مِنْ لَبَنِ مَعْزٍ لَهُ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَبَا ذَرٍّ، لَوِ اتَّخَذْتَ فِي بَيْتِكَ شَيْئًا، فَقَالَ‏:‏ يَا عَبْدَ اللهِ، أَتُرِيدُ لِي مِنَ الْحِسَابِ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا‏؟‏ أَلَيْسَ هُذا مِثَالٌ نَفْتَرِشُهُ، وَعَبَاءَةٌ نَبْتَسِطُهَا، وَكِسَاءٌ نَلْبَسُهُ، وَبُرْمَةٌ نَطْبُخُ فِيهَا، وَصَحْفَةٌ نَأْكُلُ فِيهَا، وَنَغسِلُ فِيهَا رُؤُوسَنَا، وَقَدَحٌ نَشْرَبُ فِيهِ، وَعُكَّةٌ فِيهَا زَيْتٌ، أَوْ سَمْنٌ، وَغِرَارَةٌ فِيهَا دَقِيقٌ‏؟‏ فَتُرِيدُ لِي مِنَ الْحِسَابِ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ فَأَيْنَ عَطَاؤُكَ أَرْبَعُ مِئَةِ دِينَارٍ‏؟‏ وَأَنْتَ فِي شَرَفٍ مِنَ الْعَطَاءِ، فَأَيْنَ يَذْهَبُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَمَا إِنِّي لَنْ أُعَمِّيَ عَلَيْكَ، لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ ثَلاَثُونَ فَرَسًا، فَإِذَا خَرَجَ عَطَائِي اشْتَرَيْتُ لَهَا عَلَفًا، وَأَرْزَاقًا لِمَنْ يَقُومُ عَلَيْهَا، وَنَفَقَةً لأَهْلِي، فَإِنْ بَقِيَ مِنْهُ شَيْءٌ اشْتَرَيْتُ بِهِ فُلُوسًا، فَجَعَلْتُهُ عِنْدَ نَبَطِيٍّ هَاهُنَا، فَإِنِ احْتَاجَ أَهْلِي إِلَى لَحْمِ أَخَذُوا مِنْهُ، وَإِنِ احْتَاجُوا إِلَى شَيْءٍ أَخَذُوا مِنْهُ، ثُمَّ أَحْمِلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَهَذَا سَبِيلُ عَطَائِي، لَيْسَ عِنْدَ أَبِي ذَرٍّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ لَوْ أَنَّ طَعَامًا كَثِيرًا كَانَ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ مَا شَبِعَ مِنْهُ بَعْدَ أَنْ يَجِدَ لَهُ أَكْلاً، قَالَ‏:‏ فَدَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُ مُطِيعٍ يَعُودُهُ، فَرَآهُ قَدْ نَحَلَ جِسْمُهُ، فَقَالَ لِصَفِيَّةَ‏:‏ أَلاَ تُلَطِّفِيهِ لَعَلَّهُ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْهِ جِسْمُهُ، تَصْنَعِينَ لَهُ طَعَامًا، قَالَتْ‏:‏ إِنَّا لَنَفْعَلُ ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ لاَ يَدَعُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِهِ، وَلاَ مَنْ يَحْضُرُهُ إِلاَّ دَعَاهُ عَلَيْهِ، فَكَلِّمْهُ أَنْتَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ مُطِيعٍ‏:‏ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَوِ اتَّخَذْتَ طَعَامًا يُرْجِعُ إِلَيْكَ جَسَدَكَ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّهُ لَيَأْتِي عَلَيَّ ثَمَانِ سِنِينَ مَا أَشْبَعُ فِيهَا شَبْعَةً وَاحِدَةً، أَوْ قَالَ‏:‏ لاَ أَشْبَعُ فِيهَا إِلاَّ شَبْعَةً وَاحِدَةً، فَالآنَ تُرِيدُ أَنْ أَشْبَعَ حِينَ لَمْ يَبْقَ مِنْ عُمْرِي إِلاَّ ظِمْءُ حِمَارٍ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ‏:‏ سَأَلَ حُذَيْفَةُ سَلْمَانَ‏:‏ أَلاَ نَبْنِي لَكَ مَسْكَنًا يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ لِمَ‏؟‏ أتَجَعْلُنِي مَلِكًا، أَمْ تَبْنِي لِي مِثْلَ دَارِكَ الَّتِي بِالْمَدَائِنِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، وَلَكِنْ نَبْنِي لَكَ بَيْتًا مِنْ قَصَبٍ وَنُسَقِّفُهُ بِالْبُورِيِّ، إِذَا قُمْتَ كَادَ أَنْ يُصِيبَ رَأْسَكَ، وَإِذَا نِمْتَ كَادَ أَنْ يُصِيبَ طَرَفيْكَ، قَالَ‏:‏ كَأَنَّكَ كُنْتَ فِي نَفْسِي‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ‏:‏ بَكَى سَلْمَانُ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ عَهِدَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْدًا وَقَالَ‏:‏ إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ فِي الدُّنْيَا مِثْلُ زَادِ الرَّاكِبِ، فَأَنَا أَخْشَى أَنْ أَكُونَ قَدْ فَرَّطْتُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مَيْمُونٍ، قَالَ‏:‏ كُسِرَتْ قَلُوصٌ لاِبْنِ عُمَرَ، فَأَمَرَ بِهَا فَنُحِرَتْ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ ادْعُ النَّاسَ قَالَ‏:‏ فَقَالَ نَافِعٌ، أَوْ غَيْرُهُ‏:‏ لَيْسَ عِنْدَنَا خُبْزٌ، فَقَالَ‏:‏ مَا عَلَيْكَ، يَأْكُلُونَ مِنْ هَذَا الْعَرَقِ، وَيَحْسُونَ مِنْ هَذَا الْمَرَقِ‏.‏

باب تَمَنِّي الْمَوْتِ

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ يَتَمَنَّى أَحَدٌ الْمَوْتَ، إِمَّا مُحْسِنٌ فَيَزْدَادُ إِحْسَانًا، وَإِمَّا مُسِيءٌ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، قَالَ‏:‏ غَدَوْتُ عَلَى خَبَّابٍ أَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ‏:‏ لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لِي دِرْهَمٌ، وَإِنَّ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ لأَرْبَعِينَ أَلْفًا، وَلَوْلاَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ لاَ يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لَتَمَنَّيْتُهُ، لَقَدْ طَالَ وَجَعِي هَذَا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ، وَلاَ يَدْعُو بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَإِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمُ انْقَطَعَ أَمَلُهُ وَعَمَلُهُ، وَإِنَّهُ لاَ يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلاَّ خَيْرًا‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَلِيًّا يَخْطُبُ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ سَئِمْتُهُمْ وَسَئِمُونِي، وَمَلَلْتُهُمْ وَمَلُّونِي، فَأَرِحْنِي مِنْهُمْ وَأَرِحْهُمْ مِنِّي، مَا يَمْنَعُ أشْقَاكُمْ أَنْ يَخْضِبَهَا بِدَمٍ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى لِحْيَتِهِ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ‏:‏ رَصَدْتُ عُمَرَ لَيْلَةً فَخَرَجَ إِلَى الْبَقِيعِ وَذَلِكَ فِي السَّحَرِ، فَأَتْبَعْتُهُ فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْبَقِيعِ فَصَلَّى، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ كَبِرَتْ سِنِّي، وَضَعُفَتْ قُوَّتِي، وَخَشِيتُ الاِنْتِشَارَ مِنْ رَعِيَّتِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ عَاجِزٍ وَلاَ مَلُومٍ، فَمَا يَزَالُ يَقُولُهَا حَتَّى أَصْبَحَ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ‏:‏ لَمَّا نَزَلَ عُمَرُ بِالْبَطْحَاءِ جَمَعَ كَوْمَةً مِنْ بَطْحَاءَ، ثُمَّ بَسَطَ عَلَيْهَا إِزَارَهُ، ثُمَّ اضْطَجَعَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ، كَبِرَتْ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، وَضَعُفَتْ قُوَّتِي، وَخَشِيتُ الاِنْتِشَارَ مِنْ رَعِيَّتِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ عَاجِزٍ وَلاَ مُضَيِّعٍ قَالَ‏:‏ ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، حَسِبْتُهُ قَالَ‏:‏ فَمَا انْسَلَخَ الشَّهْرُ حَتَّى مَاتَ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ أَصَابَهُ‏.‏

باب الْكَرَمِ وَالْحَسَبِ

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّنَا أَكْرَمُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَتْقَاكُمْ، قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا هُوَ فِي الدُّنْيَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالُوا‏:‏ إِنَّمَا نَعْنِي فِيمَا بَيْنَنَا، قَالَ‏:‏ النَّاسُ مَعَادِنُ خِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الإِسْلاَمِ إِذَا فَقِهُوا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يُوشِكُ أَنْ يَغْلِبَ عَلَى النَّاسِ، أَوْ عَلَى هَذَا الأَمْرِ، لُكَعُ ابْنُ لُكَعَ، وَأَفْضَلُ النَّاسِ مُؤْمِنٌ بَيْنَ كَرِيمَيْنِ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ فَقَالَ رَجُلٌ لِلزُّهْرِيِّ‏:‏ مَا كَرِيمَيْنِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ شَرِيفَيْنِ مُوسِرَيْنِ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ آلِ الْعِرَاقِ‏:‏ كَذِبَ، كَرِيمَيْنِ تَقِيَّيْنِ صَالِحَيْنِ‏.‏

باب أَبْوَابِ السُّلْطَانِ

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ‏:‏ إِيَّاكُمْ وَمَوَاقِفَ الْفِتَنِ، قِيلَ‏:‏ وَمَا مَوَاقِفُ الْفِتَنِ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَبْوَابُ الأُمَرَاءِ يَدْخُلُ أَحَدُكُمْ عَلَى الأَمِيرِ، فَيُصَدِّقُهُ بِالْكَذِبِ، وَيَقُولُ لَهُ مَا لَيْسَ فِيهِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ عَلَى أَبْوَابِ السُّلْطَانِ فِتَنًا كَمَبَارِكِ الإِبِلِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لاَ تُصِيبُونَ مِنْ دُنْيَاهُمْ إِلاَّ أَصَابُوا مِنْ دِينِكُمْ، مِثْلَهُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَسْقُفًا مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ يُكَلِّمُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، احْذَرْ قَاتِلَ الثَّلاَثَةِ، قَالَ عُمَرُ‏:‏ وَيْلَكَ، وَمَا قَاتِلُ الثَّلاَثَةِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الرَّجُلُ يَأْتِي إِلَى الإِمَامِ بِالْكَذِبِ فَيَقْتُلُ الإِمَامُ ذَلِكَ الرَّجُلَ، يُحَدِّثُ هَذَا الْكَذِبَ فَيَكُونُ قَدْ قَتَلَ نَفْسَهُ وَصَاحِبَهُ وَإِمَامَهُ‏.‏

باب فِي ذِكْرِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مِينَاءَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ وَفْدِ الْجِنِّ، قَالَ‏:‏ فَتَنَفَّسَ فَقُلْتُ‏:‏ مَا شَأْنُكَ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي يَا ابْنَ مَسْعُودٍ قُلْتُ‏:‏ فَاسْتَخْلِفْ، قَالَ‏:‏ مَنْ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ أَبُو بَكْرٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَسَكَتَ، ثُمَّ مَضَى سَاعَةٌ، ثُمَّ تَنَفَّسَ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ مَا شَأْنُكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ فَاسْتَخْلِفْ، قَالَ‏:‏ مَنْ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ عُمَرُ، قَالَ‏:‏ فَسَكَتَ، ثُمَّ مَضَى سَاعَةٌ ثُمَّ تَنَفَّسَ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ مَا شَأْنُكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ فَاسْتَخْلِفْ، قَالَ‏:‏ مَنْ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ‏:‏ أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ أَطَاعُوهُ لَيَدْخُلُنَّ الْجَنَّةَ أَجْمَعِينَ أَكْتَعِينَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ‏:‏ يَهْلِكُ فِيَّ اثْنَانِ‏:‏ مُحِبٌّ مُطْرٍ، وَمُبْغِضٌ مُفْتَرٍ‏.‏

باب تَمَنِّي الرَّجُلِ مَوْتَ أَهْلِهِ

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ مَا أَهْلُ بَيْتٍ وَلاَ أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ الْجِعْلاَنِ، بِأَحَبَّ إِلَيَّ مَوْتًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، وَإِنِّي لأُحِبُّهُمْ كَمَا يُحِبُّ الرَّجُلُ وَلَدَهُ، وَمَا أَتْرُكَ بَعْدِي شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ إِبِلٍ وَأَسْقِيَةٍ‏.‏

باب الإِمَامُ رَاعٍ

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى مَالِ زَوْجِهَا، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ سَائِلُ كُلِّ ذِي رَعِيَّةٍ فِيمَا اسْتَرْعَاهُ، أَقَامَ أَمْرَ اللهِ فِيهِمْ أَمْ أَضَاعَهُ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُسْأَلُ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ دَخَلَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ، عَلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ لَهُ مَعْقِلٌ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ مَنِ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يُحِطْ مِنْ وَرَائِهَا بِالنَّصِيحَةِ، وَمَاتَ وَهُوَ لَهَا غَاشٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ قَالَ‏:‏ فَقَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللهِ‏:‏ فَهَلاَّ قَبْلَ الْيَوْمِ، قَالَ‏:‏ لاَ، وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنِّي أَقُومُ مِنْ مَرَضِي هَذَا مَا حَدَّثْتُكَ بِهِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ أُكْرِهَ عَلَى عَمَلٍ أُعِينِ عَلَيْهِ، وَمَنَ طَلَبَ عَمَلاً وُكِّلَ إِلَيْهِ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى بِلاَلِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ فَحَدَّثَهُ الْحَسَنُ قَالَ‏:‏ دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً يَسْتَعْمِلُهُ فَقَالَ‏:‏ خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ اجْلِسْ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، وَغَيْرِهِ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ‏:‏ لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ تُعْطَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ تُوَكَّلْ إِلَيْهَا، وَإِنْ تُعْطَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ تُعَنْ عَلَيْهَا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ أَمِيرًا عَلَى الْجَيْشِ قَالَ‏:‏ إِنِّي لأَبْعَثُ الرَّجُلَ وَأَدَعُ مَنْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، وَلَكِنَّهُ لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ أَيْقَظَ عَيْنًا، وَأَشَدَّ سَفَرًا، أَوْ قَالَ‏:‏ مَكِيدَةً‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَعْضِ الطَّائِيِّينَ، عَنْ رَافِعِ الْخَيْرِ الطَّائِيِّ، قَالَ‏:‏ صَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فِي غَزَاةٍ، فَلَمَّا قَفَلْنَا وَحَانَ مِنَ النَّاسِ تَفَرُّقٌ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ رَجُلاً صَحِبَكَ مَا صَحِبَكَ، ثُمَّ فَارَقَكَ لَمْ يُصِبْ مِنْكَ خَيْرًا لَقَدْ حَسُنَ فِي نَفْسِهِ، فَأَوْصِنِي وَلاَ تُطَوِّلْ عَلَيَّ فَأَنْسَى، قَالَ‏:‏ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، يَرْحَمُكَ اللَّهُ، بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ، بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ، أَقِمِ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ لِوَقْتِهَا، وَأَدِّ زَكَاةَ مَالِكَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُكَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، وَحُجَّ الْبَيْتَ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْهِجْرَةَ فِي الإِسْلاَمِ حَسَنٌ، وَأَنَّ الْجِهَادَ فِي الْهِجْرَةِ حَسَنٌ، وَلاَ تَكُونَنَّ أَمِيرًا قُلْتُ‏:‏ أَمَّا قَوْلُكَ يَا أَبَا بَكْرٍ فِي الصَّلاَةِ، وَالصِّيَامِ، وَالزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَالْهِجْرَةِ، وَالْجِهَادِ فَهَذَا كُلُّهُ حَسَنٌ قَدْ عَرَفْتُهُ، وَأَمَّا قَوْلُكَ لاَ أَكُونُ أَمِيرًا، وَاللهِ إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّ خِيَارَكُمُ الْيَوْمَ أُمَرَاؤُكُمْ، قَالَ‏:‏ إِنَّكَ قُلْتَ لِي‏:‏ لاَ تُطَوِّلْ عَلَيَّ، وَهَذَا حِينُ أُطَوِّلُ عَلَيْكَ، إِنَّ هَذِهِ الإِمَارَةَ الَّتِي تُرَى الْيَوْمَ يَسِيرَةً، قَدْ أوْشَكَتْ أَنْ تَفشُوَ وَتَفْسَدَ حَتَّى يَنَالَهَا مَنْ لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ، وَإِنَّهُ مَنْ يَكُنْ أَمِيرًا، فَإِنَّهُ مِنْ أَطْوَلِ النَّاسِ حِسَابًا، وَأغْلَظِهِ عَذَابًا، وَمَنْ لاَ يَكُنْ أَمِيرًا، فَإِنَّهُ مِنْ أَيْسَرِ النَّاسِ حِسَابًا، وَأَهْوَنِهِ عَذَابًا، لأَنَّ الأُمَرَاءَ أَقْرَبُ النَّاسِ مِنْ ظُلْمِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّمَا يَخْفِرُ اللَّهَ، إِنَّمَا هُمْ جِيرَانُ اللهِ وَعُوَّادُ اللهِ، وَاللهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَتُصَابُ شَاةُ جَارِهِ، أَوْ بَعِيرُ جَارِهِ، فَيَبِيتُ وَارِمَ الْعَضَلِ، فَيَقُولُ‏:‏ شَاةُ جَارِي، وَبَعِيرُ جَارِي، فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يَغْضَبَ لِجِيرَانِهِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ، سَمِعَ الْحَسَنَ، قَالَ‏:‏ قَالَ حُذَيْفَةُ‏:‏ هَلَكَ أَصْحَابُ الْعُقَدِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَاللهِ مَا عَلَيْهِمْ آسَى، وَلَكِنْ عَلَى مَنْ يَهْلَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَيَعْلَمُ الْغَالِبُونَ الْعِقْدَ خَطَّ مَنْ يَنْقُصُونَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ أَمِيرًا عَلَى الْجَيْشِ قَالَ‏:‏ إِنِّي لأَبْعَثُ الرَّجُلَ وَأَدَعُ مَنْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، وَلَكِنَّهُ لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ أَيْقَظَ عَيْنًا، وَأَشَدَّ سَفَرًا، أَوْ قَالَ‏:‏ مَكِيدَةً‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اسْتَعْمَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، فَقَدِمَ بَعَشَرَةِ آلاَفٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ‏:‏ اسْتَأْثَرْتَ بِهَذِهِ الأَمْوَالِ يَا عَدُوَّ اللهِ، وَعَدُوَّ كِتَابِهِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ‏:‏ لَسْتُ عَدُوَّ اللهِ، وَلاَ عَدُوَّ كِتَابِهِ، وَلَكِنِّي عَدُوُّ مَنْ عَادَاهُمَا، قَالَ‏:‏ فَمِنْ أَيْنَ هِيَ لَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ خَيْلٌ لِي تَنَاتَجَتْ، وَغُلَّةُ رَقِيقٍ لِي، وَأُعْطِيَةٌ تَتَابَعَتْ عَلَيَّ فَنَظَرُوهُ، فَوَجَدُوهُ كَمَا قَالَ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، دَعَاهُ عُمَرُ لِيَسْتَعْمِلَهُ، فَأَبَى أَنْ يَعْمَلَ لَهُ، فَقَالَ‏:‏ أتَكْرَهُ الْعَمَلَ وَقَدْ طَلَبَ الْعَمَلَ مَنْ كَانَ خَيْرًا مِنْكَ يُوسُفُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّ يُوسُفَ نَبِيٌّ ابْنُ نَبِيٍّ ابْنِ نَبِيٍّ، وَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ ابْنُ أُمَيْمَةَ أَخْشَى ثَلاَثًا وَاثْنَيْنِ، قَالَ لَهُ عُمَرُ‏:‏ أَفَلاَ قُلْتَ‏:‏ خَمْسًا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، أَخْشَى أَنْ أَقُولَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَأَقْضِيَ بِغَيْرِ حُكْمٍ، وَيُضْرَبَ ظَهْرِي، وَيُنْتَزَعَ مَالِي، وَيُشْتَمَ عِرْضِي‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ صَاحِبٍ لَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ وَيْلٌ لِلأُمَنَاءِ، وَيْلٌ لِلْعُرَفَاءِ، لَيَتَمَنَّيَنَّ أَقْوَامٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعَلَّقِينَ بِذَوَائِبِهِمْ مِنَ الثُّرَيَّا، وَأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا وَلُوا شَيْئًا قَطُّ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ طَاوُوسٍ، قَالَ‏:‏ لَمْ يُجْهِدِ الْبَلاَءُ مَنْ لَمْ يَتَوَلَّ يَتَامَى، أَوْ يَكُنْ قَاضِيًا بَيْنَ النَّاسِ فِي أَمْوَالِهِمْ، أَوْ أَمِيرًا عَلَى رِقَابِهِمْ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، كَانَ إِذَا بَعَثَ عُمَّالَهُ شَرَطَ عَلَيْهِمْ‏:‏ أَلاَّ تَرْكَبُوا بِرْذَوْنًا، وَلاَ تَأْكُلُوا نَقِيًّا، وَلاَ تَلْبَسُوا رَقِيقًا، وَلاَ تُغلِقُوا أَبْوَابَكُمْ دُونَ حَوَائِجِ النَّاسِ، فَإِنْ فَعَلْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَقَدْ حَلَّتْ بِكُمُ الْعُقُوبَةُ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ شَيَّعَهُمْ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْجِعَ قَالَ‏:‏ إِنِّي لَمْ أُسَلِّطْكُمْ عَلَى دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَلاَ عَلَى أَعْرَاضِهِمْ، وَلاَ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، وَلَكِنِّي بَعَثْتُكُمْ لُتُقِيمُوا بِهِمُ الصَّلاَةَ، وَتَقْسِمُوا فَيْئَهُمْ، وَتَحْكُمُوا بَيْنَهُمْ بِالْعَدْلِ، فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْكُمْ شَيْءٌ، فَارْفَعُوهُ إِلَيَّ، أَلاَ فَلاَ تَضْرِبُوا الْعَرَبَ فَتُذِلُّوهَا، وَلاَ تُجَمِّرُوهَا فَتَفْتِنُوهَا، وَلاَ تَعْتَلُّوا عَلَيْهَا فَتَحْرِمُوهَا، جَرِّدُوا الْقُرْآنَ، وَأَقِلُّوا الرِّوَايَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انْطَلِقُوا وَأَنَا شَرِيكُكُمْ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زُفَرَ الشَّامِيِّ يَرْفَعُهُ قَالَ‏:‏ خَيْرُ أُمَرَائِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتَدْعُونَ لَهُمْ وَيَدْعُونَ لَكُمْ، وَشَرُّ أُمَرَائِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ رَفَعَهُ، قَالَ‏:‏ الْمُقْسِطُونَ فِي الدُّنْيَا عَلَى مَنَابِرَ مِنْ لُؤْلُؤٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ بِمَا أَقْسَطُوا فِي الدُّنْيَا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ‏:‏ أَرَأَيْتُمْ إِنِ اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ خَيْرَ مَنْ أَعْلَمُ، وَأمَرْتُهُ بِالْعَدْلِ، أَقَضَيْتُ مَا عَلَيَّ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ لاَ، حَتَّى أَنْظُرَ فِي عَمَلِهِ، أَعَمِلَ مَا أَمَرْتُهُ أَمْ لاَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا دَفَنَ عُمَرُ، أَبَا بَكْرٍ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ قَدِ ابْتَلاَنِي بِكُمْ، وَابْتَلاَكُمْ بِي، وَخَلَفْتُ بَعْدَ صَاحِبِي، وَإِنَّهُ وَاللهِ لاَ يَحْضُرُنِي شَيْءٌ مِنْ أُمُورِكُمْ، وَلاَ يَغِيبُ عَنِّي مِنْهَا شَيْءٌ، فَآلُوا فِيهَا عَنْ أَهْلِ الأَمَانَةِ وَالإِجْزَاءِ قَالَ‏:‏ فَمَا زَالَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى مَضَى‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ، سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ‏:‏ لاَ تُمَكِّنْ أُذُنَيْكَ صَاحِبَ هَوًى، فَيُمْرِضَ قَلْبَكَ، وَلاَ تُجِيبَنَّ أَمِيرًا، وَإِنْ دَعَاكَ لِتَقْرَأَ عِنْدَهُ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَإِنَّكَ لاَ تَخْرُجُ مِنْ عِنْدَهُ إِلاَّ شَرًّا مِمَّا دَخَلْتَ عَلَيْهِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ لِرَجُلٍ‏:‏ لاَ تَكُونَنَّ شُرْطِيًّا، وَلاَ عَرِيفًا‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ يَهُودِيًّا جَاءَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ‏:‏ إِنَّ ابْنَ هُرْمُزَ ظَلَمَنِي، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، ثُمَّ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّا نَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ فِي التَّوْرَاةِ‏:‏ أَنَّ الإِمَامَ لاَ يَشْرَكُ فِي ظُلْمٍ وَلاَ جَوْرٍ حَتَّى يُرْفَعَ إِلَيْهِ، فَإِذَا رُفِعَ إِلَيْهِ فَلَمْ يُغَيِّرْ شَرِكَ فِي الْجَوْرِ وَالظُّلْمِ، قَالَ‏:‏ فَفَزِعَ لَهَا عَبْدُ الْمَلِكِ وَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ هُرْمُزَ فَنَزَعَهُ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلاَنِيِّ، قَالَ‏:‏ مَثَلُ الإِمَامِ كَمَثَلِ عَيْنٍ عَظِيمَةٍ صَافِيَةٍ طَيِّبَةِ الْمَاءِ، يَجْرِي مِنْهَا إِلَى نَهْرٍ عَظِيمٍ، فَيَخُوضُ النَّاسُ النَّهْرَ، فَيُكَدِّرُونَهُ وَيَعُودُ عَلَيْهِ صَفْوُ الْعَيْنِ، قَالَ‏:‏ فَإِذَا كَانَ الْكَدَرُ مِنْ قِبَلِ الْعَيْنِ فَسَدَ النَّهْرُ، قَالَ‏:‏ وَمَثَلُ الإِمَامِ وَالنَّاسِ كَمَثَلِ فُسْطَاطٍ، لاَ يَسْتَقِلُّ إِلاَّ بِعَمُودٍ، وَلاَ يَقُومُ الْعَمُودُ إِلاَّ بِأَطْنَابٍ، أَوْ قَالَ‏:‏ أَوْتَادٍ، فَكُلَّمَا نُزِعَ وَتَدٌ ازْدَادَ الْعَمُودُ وَهْنًا، وَلاَ يَصْلُحُ النَّاسُ إِلاَّ بِالإِمَامِ، وَلاَ يَصْلُحُ الإِمَامُ إِلاَّ بِالنَّاسِ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ‏:‏ هَلْ كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُونَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، وَالإِيمَانُ فِي قُلُوبِهِمْ أَعْظَمُ مِنِ الْجِبَالِ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ عَشْرٍ، اللَّفْظُ مُخْتَلِفٌ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ‏.‏

باب الْقُضَاةِ

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ كَانَ قُضَاةُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةً‏:‏ عُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَكَانَ قَضَاءُ عُمَرَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَالأَشْعَرِيِّ يُوَافِقُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَكَانَ يَأْخُذُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَكَانَ قَضَاءُ عَلِيٍّ، وَأُبَيٍّ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَأْخُذُ مِنْ بَعْضٍ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ زَيْدٌ يَأْخُذُ مِنْ عَلِيٍّ، وَأُبَيٍّ مَا بَدَا لَهُ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، رَجُلٍ مِنَ آلِ أَبِي رَبِيعَةَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ حِينَ اسْتُخْلِفَ قَعَدَ فِي بَيْتِهِ حَزِينًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ، فَأَقْبَلَ عَلَى عُمَرَ يَلُومُهُ، وَقَالَ‏:‏ أَنْتَ كَلَّفْتَنِي هَذَا، وَشَكَا إِلَيْهِ الْحُكْمَ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ‏:‏ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِنَّ الْوَالِيَ إِذَا اجْتَهَدَ فَأَصَابَ الْحُكْمَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ وَاحِدٌ، قَالَ‏:‏ فَكَأَنَّهُ سَهَّلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ حَدِيثُ عُمَرَ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ‏:‏ الْقُضَاةُ ثَلاَثَةٌ‏:‏ قَاضٍ اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فِي النَّارِ، وَقَاضٍ رَأَى الْحَقَّ فَقَضَى بِغَيْرِهِ فِي النَّارِ، وَقَاضٍ اجْتَهَدَ فَأَصَابَ فِي الْجَنَّةِ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى‏:‏ إِيَّاكَ وَالضَّجْرَةَ، وَالْغَضَبَ، وَالْغَلَقَ، وَالتَّأَذِّيَ بِالنَّاسِ عِنْدَ الْخُصُومَةِ، قَالَ‏:‏ وَكَتَبَ إِلَيْهِ‏:‏ أَلاَّ يَقْضِيَ إِلاَّ أَمِيرٌ، فَإِنَّهُ أَهْيَبُ لِلظَّالِمِ، وَلِشَاهِدِ الزُّورِ، وَإِذَا جَلَسَ عِنْدَكَ الْخَصْمَانِ، فَرَأَيْتَ أَحَدَهُمَا يَتَعَمَّدُ الظُّلْمَ، فَأَوْجِعْ رَأْسَهُ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ‏:‏ اقْضُوا كَمَا كُنْتُمْ تَقْضُونَ حَتَّى تَكُونُوا جَمَاعَةً، فَإِنِّي أَخْشَى الاِخْتِلاَفَ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ لاِبْنِ مَسْعُودٍ‏:‏ أَمَا بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقْضِي وَلَسْتَ بِأَمِيرٍ، قَالَ‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ فَوَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا‏.‏

باب السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِنَّهَا سَتَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَتْرُكُونَ بَعْضَ مَا أُمِرُوا بِهِ، فَمَنْ نَاوَأَهُمْ نَجَا، وَمَنْ كَرِهَ سَلِمَ، أَوْ كَادَ يَسْلَمُ، وَمَنْ خَالَطَهُمْ فِي ذَلِكَ هَلَكَ، أَوْ كَادَ يَهْلِكُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ سَتَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ بَعْدِي فَيَعْمَلُونَ أَعْمَالاً تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنَ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَشَايَعَ، قَالُوا‏:‏ أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، مَا صَلَّوْا‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ‏:‏ مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ شِبْرًا فَمَاتَ فَمِيتَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ كَانَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ يَأْخُذَانِ عَلَى مَنْ دَخَلَ فِي الإِسْلاَمِ فَيَقُولاَنِ‏:‏ تُؤْمِنُ باللهِ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُصَلِّي الصَّلاَةَ الَّتِي افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكَ لِوَقْتِهَا، فَإنَّ فِي تَفْرِيطِهَا الْهَلَكَةُ، وَتُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِكَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُكَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِمَنْ وَلَّى اللَّهُ الأَمْرَ، قَالَ‏:‏ وَزَادَ رَجُلاً مَرَّةً‏:‏ تَعْمَلُ لِلَّهِ وَلاَ تَعْمَلُ لِلنَّاسِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ عَلَى رَجُلٍ دَخَلَ فِي الإِسْلاَمِ فَقَالَ‏:‏ تُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَإِنَّكَ لاَ تَرَى نَارَ مُشْرِكٍ إِلاَّ وَأَنْتَ لَهُ حَرْبٌ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَايَعَ النَّاسَ قَالَ‏:‏ إِنِّي لاَ أُصَافِحُ النِّسَاءَ، فَلَمْ تَمَسَّ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ إِلاَّ امْرَأَةً يَمْلِكُهَا‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ‏:‏ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، قَالَ لَهُ‏:‏ ادْنُ حَتَّى أُخْبِرَكَ بِمَا لَكَ وَمَا عَلَيْكَ، إِنَّ عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ، فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَكْرَهِكَ وَمَنْشَطِكَ، وَالأَثَرَةُ عَلَيْكَ، وَأَلاَّ تُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، إِلاَّ أَنْ تُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةِ اللهِ بَرَاحًا، فَإِنْ أُمِرْتَ بِخِلاَفِ مَا فِي كِتَابِ اللهِ، فَاتَّبِعْ كِتَابَ اللَّهِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، لِجُنَادَةَ أَبِي أُمَيَّةَ‏:‏ يَا جُنَادَةُ أَلاَ أُخْبِرُكَ بِالَّذِي لَكَ وَالَّذِي عَلَيْكَ‏؟‏ إِنَّ عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَفِي الأَثَرَةِ عَلَيْكَ، وَأَنْ تَدَعَ لِسَانَكَ بِالْقَوْلِ، وَأَلاَّ تُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، إِلاَّ أَنْ تُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةِ اللهِ بَرَاحًا ‏(‏1‏)‏، فَإِنْ أُمِرْتَ بِخِلاَفِ مَا فِي كِتَابِ اللهِ فَاتَّبِعْ كِتَابَ اللَّهِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ ثَابِتٍ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنِ ابْنِ عَفِيفٍ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَهُوَ يُبَايِعُ النَّاسَ فَقَالَ‏:‏ أَنَا أُبَايِعُكُمْ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ، ثُمَّ لِلأَمِيرِ قَالَ‏:‏ فَتَعَلَّمْتُ ذَلِكَ، قَالَ‏:‏ فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ‏:‏ أُبَايِعُكَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ، ثُمَّ لِلأَمِيرِ، قَالَ‏:‏ فَصَعَّدَ فِيَّ الْبَصَرَ وَصَوَّبَ كَأَنِّي أَعْجَبْتُهُ، ثُمَّ بَايَعَنِي‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ عُمَرُ‏:‏ مَا قِوَامُ هَذَا الأَمْرِ يَا مُعَاذُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الإِسْلاَمُ وَهِيَ الْفِطْرَةُ، وَالإِخْلاَصُ وَهِيَ الْمِلَّةُ، وَالطَّاعَةُ وَهِيَ الْعِصْمَةُ، ثُمَّ سَيَكُونُ بَعْدَكَ اخْتِلاَفٌ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ قَفَا عُمَرَ سَرِيرًا فَقَالَ‏:‏ أَمَا إِنَّ سِنِيَّكَ خَيْرٌ مِنْ سِنِيِّهِمْ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَامِتٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا قَدِمَ أَبُو ذَرٍّ عَلَى عُثْمَانَ قَالَ‏:‏ أَخَفْتَنِي، فَوَاللهِ لَوْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَتَعَلَّقَ بعُرْوَةِ قَتَبٍ حَتَّى أَمُوتَ لَفَعَلْتُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي نَوْفَلُ بْنُ مُسَاحِقٍ، قَالَ‏:‏ بَيْنَا عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ يُكَلِّمُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَكَانَ عَامِلاً لَهُ، قَالَ‏:‏ فَأَغْضَبَهُ فَأَخَذَ عُمَرُ مِنَ الْبَطْحَاءِ قَبْضَةً فَرَجَمَهُ بِهَا، فَأَصَابَ حَجَرٌ مِنْهَا جَبِينَهُ فَشَجَّهُ، فَسَالَ الدَّمُ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَكَأَنَّهُ نَدِمَ، فَقَالَ‏:‏ امْسَحِ الدَّمَ عَنْ لِحْيتِكَ، فَقَالَ‏:‏ لاَ يَهْلِكُ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَوَاللهِ لَمَا انْتَهَكْتُ مِمَّنْ وَلَّيْتَنِي أَمْرَهُ، أَشَدُّ مِمَّا انْتَهَكْتَ مِنِّي، قَالَ‏:‏ فَكَأَنَّهُ أَعْجَبَ عُمَرَ ذَلِكَ مِنْهُ وَزَادَهُ عِنْدَهُ خَيْرًا‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلاً كَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ فِي بَعْضِ وَلاَيَتِهِ، فَقَالَ‏:‏ وَاللهِ إِنَّكَ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ رُشْدًا بَعْدَ نَفْسِي، قَالَ‏:‏ وَمِنْ نَفْسِكَ فِي بَعْضِ الأُمُورِ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ‏:‏ لاَ أَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ خَيْرٌ لِي أَمْ أُقْبِلُ عَلَى نَفْسِي‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَمَّا مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا، فَلاَ يَخَفْ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ، وَمَنْ كَانَ خِلْوًا فَلْيُقْبِلْ عَلَى نَفْسِهِ، وَلْيَنْصَحْ لِوَلِيِّ أَمْرِهِ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ‏:‏ كُنْتُ رَجُلاً حَمِيَّ الأَنْفِ، عَزِيزَ النَّفْسِ، لاَ يَسْتَقِلُّ مِنِّي سُلْطَانٌ، وَلاَ غَيْرُهُ شَيْئًا، فَأَصْبَحْتُ تُخَيِّرُنِي امْرَأَتِي بَيْنَ أَنْ أَقَرَّ عَلَى رَغْمِ أَنْفِي وَقُبْحِ وَجْهِي، وَبَيْنَ أَنْ آخُذَ سَيْفِي، فَأَضْرِبَ بِهِ فَأَدْخُلَ النَّارَ، فَاخْتَرْتُ أَنْ أَقَرَّ عَلَى قُبْحِ وَجْهِي وَرَغْمِ أَنْفِي‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، أَنَّ رَجُلاً مِنْ حِمْصَ يُقَالُ لَهُ‏:‏ كُرَيْبُ بْنُ سَيْفٍ، أَوْ سَيْفُ بْنُ كُرَيْبٍ جَاءَ إِلَى عُثْمَانَ فَقَالَ‏:‏ مَا جَاءَ بِكَ، أَبِإِذْنٍ جِئْتَ أَمْ عَاصٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلْ نَصِيحَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ‏:‏ وَمَا نَصِيحَتُكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ تَكِلِ الْمُؤْمِنَ إِلَى إِيمَانِهِ حَتَّى تُعْطِيَهُ مِنَ الْمَالِ مَا يُصْلِحُهُ، أَوْ قَالَ‏:‏ مَا يُعِيشُهُ، وَلاَ تَكِلْ ذَا الأَمَانَةِ إِلَى أَمَانَتِهِ حَتَّى تُطَالِعَهُ فِي عَمَلِكَ، وَلاَ تُرْسِلِ السَّقِيمَ إِلَى الْبَرِيءِ لِيُبْرِئَهُ، فَإنَّ اللَّهَ يُبْرِئُ السَّقِيمَ، وَقَدْ يُسْقِمُ السَّقِيمُ الْبَرِيءَ، قَالَ‏:‏ مَا أَرَدْتَ إِلاَّ الْخَيْرَ قَالَ‏:‏ فَرَدَّهُمْ وَهُمْ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ وَأَصْحَابُهُ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ إِقْرَارٌ بِبَعْضِ الظُّلْمِ خَيْرٌ مِنَ الْقِيَامِ فِيهِ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ لَقِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا ذَرٍّ وَهُوَ يُحَرِّكُ رَأْسَهُ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَعْجَبُ مِنِّي‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، وَلَكِنْ مِمَّا تَلْقَوْنَ مِنْ أُمَرَائِكُمْ بَعْدِي قَالَ‏:‏ أَفَلاَ آخُذُ سَيْفِي فَأَضْرِبُ بِهِ، قَالَ‏:‏ لاَ، وَلَكِنِ اسْمَعْ وَأَطِعْ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا مُجَدَّعًا، فَانْقَدْ حَيْثُ مَا قَادَكَ، وَانْسَقْ حَيْثُ مَا سَاقَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ أَسْرَعَ أَرْضِ الْعَرَبِ خَرَابًا الْجَنَاحَانِ‏:‏ مِصْرُ وَالْعِرَاقُ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَجُلٌ لِعَامِرِ بْنِ قَيْسٍ وَهُوَ يُمَرِّضُهُ‏:‏ أَوْصِ، قَالَ‏:‏ بِمَا أُوصِي‏؟‏ مَا لِي مَالٌ فَأُوصِيَ مِنْهُ، وَلاَ يَدٌ عِنْدَ سُلْطَانٍ فَأُوصِيَهُ، وَلَكِنْ أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَأَنْ تَسْمَعَ وَتُطِيعَ مَنْ وَلَّى اللَّهُ أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ‏.‏

باب لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَبْدَ اللهِ بْنَ حُذَافَةَ عَلَى سَرِيَّةٍ، فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ، فَأَوْقَدُوا نَارًا، ثُمَّ أمَرَهُمْ أَنْ يَثِبُوهَا فَجَعَلُوا يَثِبُونَهَا، فَجَاءَ شَيْخٌ لِيَثِبَهَا فَوَقَعَ فِيهَا، فَاحْتَرَقَ مِنْهُ بَعْضُ مَا احْتَرَقَ، فَذَكَرَ شَأْنَهُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ أَمِيرًا، وَكَانَتْ لَهُ طَاعَةٌ، قَالَ‏:‏ أَيُّمَا أَمِيرٍ أَمَّرْتُهُ عَلَيْكُمْ، فأَمَرَكُمْ بِغَيْرِ طَاعَةِ اللهِ فَلاَ تُطِيعُوهُ، فَإِنَّهُ لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ زِيَادًا، اسْتَعْمَلَ الْحَكَمَ الْغِفَارِيَّ، فَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ‏:‏ وَدِدْتُ أَنِّي أَلْقَاهُ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ، قَالَ‏:‏ فَلَقِيَهُ فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ‏:‏ أَمَا عَلِمْتَ، أَوْ قَالَ‏:‏ أَمَا سَمِعْتَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ لاَ طَاعَةَ لأَحَدٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، قَالَ‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ فَذَاكَ الَّذِي أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ لَكَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ خَطَبَ فَقَالَ‏:‏ أَمَا وَاللهِ مَا أَنَا بِخَيْرِكُمْ، وَلَقَدْ كُنْتُ لِمَقَامِي هَذَا كَارِهًا، وَلَوَدِدْتُ لَوْ مَنْ يَكْفِينِي فَتَظُنُّونَ أَنِّي أَعْمَلُ فِيكُمْ سُنَّةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذًا لاَ أَقُومُ لَهَا إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْصَمُ بِالْوَحْيِ، وَكَانَ مَعَهُ مَلَكٌ، وَإِنَّ لِي شَيْطَانًا يَعْتَرِينِي، فَإِذَا غَضِبْتُ فَاجْتَنِبُونِي، لاَ أُوثِرُ فِي أَشْعَارِكُمْ، وَلاَ أَبْشَارِكُمْ أَلاَ فَرَاعُونِي، فَإِنِ اسْتَقَمْتُ فَأَعِينُونِي، وَإِنْ زِغْتُ فَقَوِّمُونِي‏.‏

قَالَ الْحَسَنُ‏:‏ خُطْبَةٌ وَاللهِ مَا خُطِبَ بِهَا بَعْدَهُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ‏:‏ خَطَبَنَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ وُلِّيتُ عَلَيْكُمْ وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ، فَإِنْ ضَعُفْتُ فَقَوِّمُونِي، وَإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي، الصِّدْقُ أَمَانَةٌ، وَالْكَذِبُ خِيَانَةٌ، الضَّعِيفُ فِيكُمُ الْقَوِيُّ عِنْدِي حَتَّى أُزِيحَ عَلَيْهِ حَقَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَالْقَوِيُّ فِيكُمُ الضَّعِيفُ عِنْدِي حَتَّى آخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لاَ يَدَعُ قَوْمٌ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلاَّ ضَرَبَهُمُ اللَّهُ بِالْفَقْرِ، وَلاَ ظَهَرَتْ، أَوْ قَالَ‏:‏ شَاعَتِ، الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ إِلاَّ عَمَّمَهُمُ الْبَلاَءُ، أَطِيعُونِي مَا أَطَعْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَإِذَا عَصَيْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَلاَ طَاعَةَ لِي عَلَيْكُمْ، قُومُوا إِلَى صَلاَتِكُمْ يَرْحَمْكُمُ اللَّهُ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَأَخْبَرَنِيهِ بَعْضُ أَصْحَابِي‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ كَأَنِّي عَلَى قَلِيبٍ، فَنَزَعْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قَامَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ فَنَزَعَ ذَنُوبًا، أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ، وَلْيَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ، ضَعْفٌ، ثُمَّ اسْتَحَالَتِ الرِّشَاءُ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَنْزِعُ نَزْعَ ابْنِ الْخَطَّابِ حَتَّى صَدَرَ النَّاسُ عَنْهُ بِعَطَنٍ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، لَقِيَ مُعَاوِيَةَ، أَوْ قَالَ‏:‏ وَفَدَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ‏:‏ حَاجَتَكَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ حَاجَتِي أَلاَّ يُسْفَكَ دَمٌ دُونَكَ، فَإِنَّهُمْ كَذَلِكَ كَانُوا يَفْعَلُونَ، وَلاَ يَجْلِسَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ غَيْرُكَ، وَأَنْ تُمْضِيَ الأَعْطِيَةَ للمُحَرَّرِينَ، فَإنَّ عُمَرَ قَدْ أَمْضَى لَهُمْ‏.‏

باب الْبُخْلِ وَالسَّمَاحَةِ

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبَنِي سَاعِدَةَ‏:‏ مَنْ سَيِّدُكُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ‏:‏ لِمَ سَوَّدْتُمُوهُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ إِنَّهُ أَكْثَرُنَا مَالاً، وَإِنَّا عَلَى ذَلِكَ لَنَزُنُّهُ بِالْبُخْلِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنَ الْبُخْلِ، قَالُوا‏:‏ فَمَنْ سَيِّدُنَا يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ‏.‏

قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ وَالْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ أَوَّلُ مَنِ اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ حَيًّا وَمَيِّتًا، كَانَ يُصَلِّي إِلَى الْكَعْبَةِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ يُصَلِّي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأُخْبِرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَطَاعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لأَهْلِهِ‏:‏ اسْتَقْبِلُوا بِيَ الْكَعْبَةَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ الْبَشَرِ كَمَا هُوَ إِلاَّ أَنْ يَدْخُلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَيُدَارِسَهُ جِبْرِيلُ الْقُرْآنَ فَلَهُوَ أَجْوَدُ مِنَ الرِّيحِ‏.‏

باب لُزُومِ الْجَمَاعَةِ

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، وَخَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ فَمَاتَ فَمِيتَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي بِسَيْفِهِ فَيَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا لاَ يَتَحَاشَى مُؤْمِنًا لإِيمَانِهِ، وَلاَ يَفِي لِذِي عَهْدٍ بِعَهْدِهِ، فَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي، وَمَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِلْعَصَبِيَّةِ، أَوْ يُقَاتِلُ لِلْعَصَبِيَّةِ، أَوْ يَدْعُو إِلَى الْعَصَبِيَّةِ، فَقِتْلَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ‏:‏ مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ شِبْرًا فَمَاتَ فَمِيتَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ أُمِرَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يُبَلِّغَهُنَّ وَيُعَلِّمَهُنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَيَعْمَلَ بِهِنَّ، وَيَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ، فَكَأَنَّهُ أَبْطَأَ فَقِيلَ لِعِيسَى‏:‏ مُرْ يَحْيَى أَنْ يَأْمُرَ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَإِلاَّ فَأْمُرْ بِهِنَّ أَنْتَ، فَقَالَ عِيسَى لِيَحْيَى ذَلِكَ، فَقَالَ يَحْيَى‏:‏ لاَ تَفْعَلْ، فَإِنِّي أَخَافُ إِنْ أَمَرْتُ بِهِنَّ أَنْ أُعَذَّبَ، أَوْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِيَ الأَرْضَ، قَالَ‏:‏ فَجَمَعَ يَحْيَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ حَتَّى امْتَلأَ الْمَسْجِدُ، ثُمَّ جَلَسُوا عَلَى شُرَفِهِ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ أُعَلِّمَكُمُوهُنَّ وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أُولاَهُنَّ‏:‏ أَلاَّ تُشْرِكُوا باللهِ شَيْئًا، فَإنَّ مَثَلَ مَنْ يُشْرِكُ باللهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا، فَجَعَلَهُ فِي دَارِهِ، وَقَالَ‏:‏ هَذِهِ دَارِي وَهَذَا عَمَلِي، فَأَدِّ إِلَيَّ عَمَلَكَ، فَجَعَلَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي عَمَلَهُ إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ، فَأَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لَهُ عَبْدٌ كَذَلِكَ، وَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ فَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَآمُرُكُمْ بِالصَّلاَةِ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلاَ تَلْتَفِتُوا فِي صَلاَتِكُمْ، فَإنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ، حَسِبْتُهُ قَالَ، وَجْهَهُ لِعَبْدِهِ فِي صَلاَتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ، قَالَ‏:‏ وَآمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ، فَإنَّ مَثَلَ الصَّدَقَةِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَخَذَهُ الْعَدُوُّ فَقَدَّمُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ، فَقَالَ‏:‏ مَا تَصْنَعُونَ بِضَرْبِ عُنُقِي، أَلاَ أَفْتَدِي نَفْسِي مِنْكُمْ بِكَذَا وَكَذَا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى، فَافْتَدَى نَفْسَهُ مِنْهُمْ، فَكَذَلِكَ الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، قَالَ‏:‏ وَآمُرُكُمْ بِالصِّيَامِ، فَإنَّ مَثَلَ الصَّائِمِ كَمَثَلِ رَجُلٍ فِي قَوْمٍ مَعَهُ صُرَّةُ مِسْكٍ لَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنَ الْقَوْمِ مِسْكٌ غَيْرُهُ، فَكُلُّهُمْ يُحِبُّ أَنْ يَجِدَ رِيحَهُ، فَكَذَلِكَ الصَّائِمُ عِنْدَ اللهِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَآمُرُكُمْ بِذِكْرِ اللهِ، فَإنَّ مَثَلَ ذِكْرِ اللهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ انْطَلَقَ فَارًّا مِنَ الْعَدُوِّ وَهُمْ يَطْلُبُونَهُ حَتَّى لَجَأَ إِلَى حِصْنٍ حَصِينٍ، فأفْلَتَ مِنْهُمْ، وَكَذَلِكَ الشَّيْطَانُ لاَ يُحْرِزُ مِنْهُ إِلاَّ ذِكْرُ اللَّهِ‏.‏

قَالَ يَحْيَى‏:‏ فَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ الأَشْعَرِيُّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ‏:‏ بِالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَالْجَمَاعَةِ، وَالْهِجْرَةِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَمَنَ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلاَمِ مِنْ رَأْسِهِ حَتَّى يُرَاجِعَ، وَمَنْ دَعَا دَعْوَةَ جَاهِلِيَّةٍ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ، فَقَالَ رَجُلٌ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ، وَلَكِنْ تَسَمُّوا بِاسْمِ اللهِ الَّذِي سَمَّاكُمْ عِبَادَ اللهِ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَامَ بِالْجَابِيَةِ خَطِيبًا، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِينَا مَقَامِي فِيكُمْ فَقَالَ‏:‏ أَكْرِمُوا أَصْحَابِي؛ فَإِنَّهُمْ خِيَارُكُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَظْهَرُ الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الإِنْسَانُ عَلَى الْيَمِينِ لاَ يُسْأَلُهَا، وَيَشْهَدَ عَلَى الشَّهَادَةِ لاَ يُسْأَلُهَا، فَمَنْ سَرَّهُ بُحْبُوحَةُ الْجَنَّةِ فَعَلَيْهِ بِالْجَمَاعَةِ، فَإنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْفَذِّ، وَهُوَ مِنَ الاِثْنَيْنِ أَبْعَدُ، وَلاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، فَإنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمْ، وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ خَالِدٍ الْيَشْكُرِيِّ، قَالَ‏:‏ خَرَجْتُ زَمَنَ فُتِحَتْ تُسْتَرُ حَتَّى قَدِمْتُ الْكُوفَةَ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بِحَلْقَةٍ فِيهَا رَجُلٌ صَدْعٌ مِنَ الرِّجَالِ، حَسَنُ الثَّغْرِ، يُعْرَفُ فِيهِ أَنَّهُ مِنْ رِجَالِ الْحِجَازِ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ مَنِ الرَّجُلُ‏؟‏ قَالَ الْقَوْمُ‏:‏ أَوَمَا تَعْرِفُهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ لاَ، قَالُوا‏:‏ هَذَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ فَقَعَدْتُ، وَحَدَّثَ الْقَوْمَ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ‏:‏ إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا أَنْكَرْتُمْ مِنْ ذَلِكَ، جَاءَ الإِسْلاَمُ حِينَ جَاءَ فَجَاءَ أَمْرٌ لَيْسَ كَأَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَكُنْتُ قَدْ أُعْطِيتُ فِي الْقُرْآنِ فَهْمًا، فَكَانَ رِجَالٌ يَجِيئونَ فَيَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ وَأَنَا أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَكُونُ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ كَمَا كَانَ قَبْلَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ فَمَا الْعِصْمَةُ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ السَّيْفُ، قُلْتُ‏:‏ وَهَلْ بَعْدَ السَّيْفِ بَقِيَّةٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، تَكُونُ إِمَارَةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ وَهُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ ثُمَّ مَاذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثُمَّ يَنْشَأُ دُعَاةُ الضَّلاَلَةِ، فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ فِي الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةٌ جَلَدَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ، فَالْزَمْهُ وَإِلاَّ فَمُتْ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلِ شَجَرَةٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ ثُمَّ مَاذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثُمَّ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ بَعْدَ ذَلِكَ مَعَهُ نَهَرٌ وَنَارٌ، مَنْ وَقَعَ فِي نَارِهِ وَجَبَ أَجْرُهُ وَحُطَّ وَزْرُهُ، وَمَنْ وَقَعَ فِي نَهَرِهِ وَجَبَ وَزْرُهُ وَحُطَّ أَجْرُهُ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ ثُمَّ مَاذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ يُنْتَجُ الْمُهْرُ فَلاَ يُرْكَبُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ‏.‏

قَالَ قَتَادَةُ‏:‏ الصَّدْعُ مِنَ الرِّجَالِ‏:‏ الضَّرْبُ، وَقَوْلُهُ‏:‏ فَمَا الْعِصْمَةُ مِنْهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ السَّيْفُ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ قَالَ قَتَادَةُ‏:‏ نَضَعُهُ عَلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ الَّتِي كَانَتْ فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَمَّا قَوْلُهُ‏:‏ إِمَارَةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ وَهُدْنَةٌ يَقُولُ‏:‏ صُلْحٌ، وَقَوْلُهُ‏:‏ عَلَى دَخَنٍ‏:‏ يَقُولُ عَلَى ضَغَائِنَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ أَيْ قَوْمِ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا سُئِلْتُمُ الْحَقَّ فأعْطَيْتُموهُ ثُمَّ مُنِعْتُمْ حَقَّكُمْ‏؟‏ قُلْنَا‏:‏ مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنَّا صَبَرَ، قَالَ حُذَيْفَةُ‏:‏ دَخَلْتُمُوهَا إِذًا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ يَعْنِي الْجَنَّةَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا نَهَى النَّاسَ عَنْ شَيْءٍ دَخَلَ إِلَى أَهْلِهِ، أَوْ قَالَ‏:‏ جَمَعَ، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي نَهَيْتُ عَنْ كَذَا وَكَذَا، وَالنَّاسُ إِنَّمَا يَنْظُرُونَ إِلَيْكُمْ نَظَرَ الطَّيْرِ إِلَى اللَّحْمِ، فَإِنْ وَقَعْتُمْ وَقَعُوا، وَإِنْ هِبْتُمْ هَابُوا، وَإِنِّي وَاللهِ لاَ أُوتَى بِرَجُلٍ مِنْكُمْ وَقَعَ فِي شَيْءٍ مِمَّا نَهَيْتُ عَنْهُ النَّاسَ، إِلاَّ أَضْعَفْتُ لَهُ الْعُقُوبَةَ لِمَكَانِهِ مِنِّي، فَمَنْ شَاءَ فَلْيَتَقَدَّمْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَتَأَخَّرْ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ، عَنْ عَرْفَجَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ فَاقْتُلُوهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ‏.‏

باب مَنْ أَذَلَّ السُّلْطَانَ

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ‏:‏ مَا مَشَى قَوْمٌ إِلَى سُلْطَانِ اللهِ فِي الأَرْضِ لِيُذِلُّوهُ، إِلاَّ أَذَلَّهُمُ اللَّهُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتُوا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، قَالَ‏:‏ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَعَنَتْكُمْ أُمَرَاؤُكُمْ عَلاَنِيَةً، وَلَعَنْتُمُوهُمْ سِرًّا، فَهُنَالِكَ تَهْلِكُونَ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ، حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ مَا فَعَلَ طَعْنُكَ عَلَى الأَئِمَّةِ يَا مِسْوَرُ‏؟‏

قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ ارْفُضْنَا مِنْ هَذَا، أَوْ أَحْسِنْ فِيمَا قَدِمْنَا لَهُ، قَالَ‏:‏ لَتُكَلِّمَنَّ بِذَاتِ نَفْسِكَ قَالَ‏:‏ فَلَمْ أَدَعْ شَيْئًا أَعِيبُهُ بِهِ إِلاَّ أَخْبَرْتُهُ بِهِ، قَالَ‏:‏ لاَ أَبْرَأُ مِنَ الذُّنُوبِ فَهَلْ لَكَ ذُنُوبٌ تَخَافُ أَنْ تَهْلَكَ إِنْ لَمْ يَغْفِرْهَا اللَّهُ لَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَمَا يَجْعَلُكَ أَحَقَّ بِأَنْ تَرْجُوَ الْمَغْفِرَةَ مِنِّي، فَوَاللهِ لَمَا أَلِي مِنَ الإِصْلاَحِ بَيْنَ النَّاسِ، وَإِقَامَةِ الْحُدُودِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالأُمُورِ الْعِظَامِ الَّتِي تُحْصِيهَا أَكْثَرُ مِمَّا تَلِي، وَإِنِّي لَعَلَى دِينٍ يَقْبَلُ اللَّهُ فِيهِ الْحَسَنَاتِ، وَيَعْفُو فِيهِ عَنِ السَّيِّئَاتِ، وَاللهِ مَعَ ذَلِكَ مَا كُنْتُ لأُخَيَّرَ بَيْنَ اللهِ وَغَيْرِهِ، إِلاَّ اخْتَرْتُ اللَّهَ عَلَى مَا سِوَاهُ قَالَ‏:‏ فَفَكَّرْتُ حِينَ قَالَ لِي مَا قَالَ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ خَصَمَنِي، فَكَانَ إِذَا ذَكَرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ دَعَا لَهُ بِخَيْرٍ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُذِلُّهُ الشَّيَاطِينُ كَمَا يُذِلُّ أَحَدُكُمُ الْقَعُودَ مِنَ الإِبِلِ تَكُونُ لَهُ‏.‏

باب الأُمَرَاءِ

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ‏:‏ أَعَاذَكَ اللَّهُ يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ، قَالَ‏:‏ وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ‏؟‏

قَالَ‏:‏ أُمَرَاءُ يَكُونُونَ بَعْدِي، لاَ يَهْدُونَ بِهَدْيِي، وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ، وَلاَ يَرِدُونَ عَلَيَّ حَوْضِي، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ عَلَى كَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَأُولَئِكَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ، وَسَيَرِدُونَ عَلَيَّ حَوْضِي، يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، وَالصَّلاَةُ قُرْبَانٌ، أَوْ قَالَ‏:‏ بُرْهَانٌ، يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، إِنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ أَبَدًا النَّارُ أَوْلَى بِهِ، يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، النَّاسُ غَادِيَانِ فَمُبْتَاعٌ نَفْسَهُ، فَمُعْتِقُهَا، أَوْ بَائِعُهَا فَمُوبِقُهَا‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ‏:‏ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ صَلاَةَ الْعَصْرِ بِنَهَارٍ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَنَا إِلَى أَنْ غَابَتِ الشَّمْسُ، فَلَمْ يَدَعْ شَيْئًا مِمَّا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلاَّ حَدَّثَنَاهُ، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَ ذَلِكَ مَنْ نَسِيَهُ، وَكَانَ مِمَّا قَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَنَاظِرٌ، كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ، يُنْصَبُ عِنْدَ اسْتِهِ بِحِذَائِهِ، وَلاَ غَادِرَ أَعْظَمَ لِوَاءً مِنْ أَمِيرِ عَامَّةٍ‏.‏

قَالَ‏:‏ ثُمَّ ذَكَرَ الأَخْلاَقَ فَقَالَ‏:‏ يَكُونُ الرَّجُلُ سَرِيعَ الْغَضَبِ، سَرِيعَ الْفَيْئَةِ، فَهَذِهِ بِهَذِهِ، وَيَكُونُ بَطِيءَ الْغَضَبِ بَطِيءَ الْفَيْئَةِ، فَهَذِهِ بِهَذِهِ، فَخَيْرُهُمْ بَطِيءُ الْغَضَبِ سَرِيعُ الْفَيْئَةِ، وَشَرُّهُمْ سَرِيعُ الْغَضَبِ بَطِيءُ الْفَيْئَةِ، وَإِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ تُوقَدُ، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ، وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْيَجْلِسْ، أَوْ قَالَ‏:‏ لِيَلْصَقْ بِالأَرْضِ‏.‏

قَالَ‏:‏ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُطَالَبَةَ، فَقَالَ‏:‏ يَكُونُ الرَّجُلُ حَسَنَ الطَّلَبِ، سَيِّئَ الْقَضَاءِ، فَهَذِهِ بِهَذِهِ، أَوْ يَكُونُ حَسَنَ الْقَضَاءِ، سَيِّئَ الطَّلَبِ، فَهَذِهِ بِهَذِهِ، فَخَيْرُهُمُ الْحَسَنُ الطَّلَبِ الْحَسَنُ الْقَضَاءِ، وَشَرُّهُمُ السَّيِّئُ الطَّلَبِ السَّيِّئُ الْقَضَاءِ‏.‏

ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّاسَ خُلِقُوا عَلَى طَبَقَاتٍ، فَيُولَدُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيَعِيشُ مُؤْمِنًا وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا، وَيُولَدُ الرَّجُلُ كَافِرًا وَيَعِيشُ كَافِرًا وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَيُولَدُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيَعِيشُ مُؤْمِنًا وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَيُولَدُ الرَّجُلُ كَافِرًا وَيَعِيشُ كَافِرًا وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا‏.‏

ثُمَّ قَالَ فِي حَدِيثِهِ‏:‏ وَمَا شَيْءٌ أَفْضَلُ مِنْ كَلِمَةِ عَدْلٍ تُقَالُ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ، فَلاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمُ اتِّقَاءُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْحَقِّ إِذَا رَآهُ، أَوْ شَهِدَهُ ثُمَّ بَكَى أَبُو سَعِيدٍ فَقَالَ‏:‏ قَدْ وَاللهِ مُنِعْنَا ذَلِكَ‏.‏

ثُمَّ قَالَ‏:‏ وَإِنَّكُمْ تُتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً، خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ ثُمَّ دَنَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ فَقَالَ‏:‏ وَإِنَّمَا مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا مِثْلُ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لاَ يَنْبَغِي لِمُؤْمِنٍ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ، قَالَ‏:‏ وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلاَءِ بِمَا لاَ يُطِيقُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ أَتَى رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ‏:‏ أَلاَ أُقْدِمُ عَلَى هَذَا السُّلْطَانِ فآمُرُهُ وَأَنْهَاهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، يَكُونُ لَكَ فِتْنَةً، قَالَ‏:‏ أَفَرَأَيْتَ إِنْ أَمَرَنِي بِمَعْصِيَةِ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَذَلِكَ الَّذِي تُرِيدُ، فَكُنْ حِينَئِذٍ رَجُلاً‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَرِيرٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَا مِنْ قَوْمٍ يَكُونُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ رَجُلٌ يَعْمَلُ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَمْنَعُ مِنْهُ وَأَعَزُّ لاَ يُغَيِّرُونَ عَلَيْهِ، إِلاَّ أَصَابَهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، قَالَ‏:‏ أَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُذَيْمٍ الْجُمَحِيِّ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى بَعْضِ الشَّامِ، فَأَبَى عَلَيْهِ وَبَاصَ عَنْهُ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ كَلاَّ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ تَجْعَلُونَهَا فِي عُنُقِي وَتجْلِسُونَ فِي بُيُوتِكُمْ، فَلَمَّا رَأَى الْجَدَّ مِنْ عُمَرَ وَأَنَّ عُمَرَ لَنْ يَتْرُكَهُ أَوْصَاهُ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ اتَّقِ اللَّهَ يَا عُمَرُ، وَأَقِمْ وَجْهَكَ وَقَضَاءَكَ لِمَنِ اسْتَرْعَاكَ مِنْ قَرِيبِ الْمُسْلِمِينَ وَبَعِيدِهِمْ، وَاحْبِبْ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِ بَيْتِكَ، وَاكْرَهُ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِ بَيْتِكَ، وَلاَ تَقْضِ بِقَضَائَيْنِ فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ، فيَتَشَتَّتَ عَلَيْكَ رَأْيُكَ وَتَزِيغَ عَنِ الْحَقِّ، وَخُضِ الْغَمَرَاتِ فِي الْحَقِّ، وَلاَ تَخَفْ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ قَالَ عُمَرُ‏:‏ وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ يَا سَعِيدُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ قَطَعَ اللَّهُ فِي عُنُقِهِ مِثْلَ الَّذِي قَطَعَ فِي عُنُقِكَ، إِنَّمَا هُوَ أَمْرُكَ أَنْ تَأْمُرَ فَتُطَاعَ، أَوْ تُعْصَى فَتَكُونَ لَكَ الْحُجَّةُ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ‏:‏ جَاءَ أَبُو ذَرٍّ إِلَى عُثْمَانَ فَعَابَ عَلَيْهِ شَيْئًا، ثُمَّ قَامَ فَجَاءَ عَلِيٌّ مُعْتَمِدًا عَلَى عَصًا حَتَّى وَقَفَ عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ‏:‏ مَا تَأْمُرُنَا فِي هَذَا الْكِتَابِ عَلَى اللهِ وَعَلَى رَسُولِهِ‏؟‏ فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ أَنْزِلْهُ مَنْزِلَةَ مُؤْمِنِ آلِ فِرْعَوْنَ ‏{‏إِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ‏}‏، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ‏:‏ اسْكُتْ، فِي فِيكَ التُّرَابُ، فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ بَلْ فِي فِيكَ التُّرَابُ، اسْتَأْمَرْتَنَا فَأَمَّرْنَاكَ‏.‏

باب الْفِتَنِ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدِ الرَّزَّاقِ قال‏:‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ ثَارَتِ الْفِتْنَةُ وَدُهَاةُ النَّاسِ خَمْسَةٌ، يُعَدُّ مِنْ قُرَيْشٍ‏:‏ مُعَاوِيَةُ، وَعَمْرٌو، وَيُعَدُّ مِنِ الأَنْصَارِ‏:‏ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، وَيُعَدُّ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ‏:‏ عَبْدُ اللهِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ، وَيُعَدُّ مِنْ ثَقِيفٍ‏:‏ الْمُغيِرَةُ بْنُ شُعْبَةَ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَابِصَةَ الأَسَدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ إِنِّي لَبِالْكُوفَةِ فِي دَارِي إِذْ سَمِعْتُ عَلَى بَابِ الدَّارِ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَأَلِجُ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ فَلِجْ، فَلَمَّا دَخَلَ إِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَيَّةُ سَاعَةِ زِيَارَةٍ هَذِهِ وَذَلِكَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، قَالَ‏:‏ طَالَ عَلَيَّ النَّهَارُ فَتَذَكَّرْتُ مَنْ أَتَحَدَّثُ إِلَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَجَعَلَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُحَدِّثُهُ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنِي فَقَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ تَكُونُ فِتْنَةٌ، النَّائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمُضْطَجِعِ، وَالْمُضْطَجِعُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَاعِدِ، وَالْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنِ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ الرَّاكِبُ، وَالرَّاكِبُ خَيْرٌ مِنَ الْمُجْرِي، قَتْلاَهَا كُلُّهَا فِي النَّارِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَتَى ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ذَلِكَ أَيَّامَ الْهَرْجِ، قُلْتُ‏:‏ وَمَتَى أَيَّامُ الْهَرْجِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ حِينَ لاَ يَأْمَنُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ قَالَ‏:‏ فَبِمَ تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ الزَّمَانَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ اكْفُفْ نَفْسَكَ وَيَدَكَ وَادْخُلْ دَارَكَ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَيَّ دَارِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَادْخُلْ بَيْتَكَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَادْخُلْ مَسْجِدَكَ، وَاصْنَعْ هَكَذَا وَقَبَضَ بِيَمِينِهِ عَلَى الْكُوعِ وَقُلْ‏:‏ رَبِّيَ اللَّهُ، حَتَّى تَمُوتَ عَلَى ذَلِكَ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِذَا تَوَجَّهُ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ، قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّهُ كَانَ يُرِيدُ قَتْلَ أَخِيهِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي أَبِي ذَرٍّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ رَدِيفًا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا عَلَى حِمَارٍ، فَلَمَّا جَاوَزْنَا بُيُوتَ الْمَدِينَةِ، قَالَ‏:‏ كَيْفَ بِكَ يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ جُوعٌ، تَقُومُ عَنْ فِرَاشِكَ لاَ تَبْلُغُ مَسْجِدَكَ حَتَّى يُجْهدَكَ الْجُوعُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ تَعَفَّفْ يَا أَبَا ذَرٍّ‏.‏

قَالَ‏:‏ كَيْفَ بِكَ يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ مَوْتٌ يَبْلُغُ الْبَيْتُ الْعَبْدَ، يَعْنِي أَنَّهُ يُبَاعُ الْقَبْرُ بِالْعَبْدِ، قُلْتُ‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ تَصَبَّرْ‏.‏

قَالَ‏:‏ كَيْفَ بِكَ يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ قَتْلٌ تَغْمُرُ الدِّمَاءُ حِجَارَةَ الزَّيْتِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ تَأْتِي مَنْ أَنْتَ مِنْهُ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ وَأَلْبِسُ السِّلاَحَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ شَارَكْتَ الْقَوْمَ إِذًا، قُلْتُ‏:‏ وَكَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنْ خَشِيتَ أَنْ يُبْهِرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ فَأَلْقِ نَاحِيَةَ ثَوْبِكَ عَلَى وَجْهِكَ لِيَبُوءَ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، قَالَ‏:‏ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، الأَجْنِحَةُ وَمَا الأَجْنِحَةُ‏؟‏ الْوَيْلُ الطَّوِيلُ فِي الأَجْنِحَةِ، رِيحٌ فِيهَا هُبُوبُهَا، وَرِيحٌ تُهَيِّجُ هُبُوبَهَا، وَرِيحٌ تُوَاحِي هُبُوبَهَا، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ بَعْدَ الْخَمْسِ وَالْعِشْرِينَ وَالْمِئَةِ مِنْ قَتْلٍ ذَرِيعٍ، وَمَوْتٍ سَرِيعٍ، وَجُوعٍ فَظِيعٍ، يُصَبُّ عَلَيْهَا الْبَلاَءُ صَبًّا، فَتَكْفُرَ صُدُورُهَا، وَتُغَيِّرَ سُرُورَهَا، وَتَهْتِكَ سُتُورَهَا، أَلاَ وَبِذُنُوبِهَا يَظْهَرُ مُرَّاقُهَا وَتُنْزَعُ أَوْتَادُهَا، وَتُقْطَعُ أَطْنَابُهَا، وَيْلٌ لِقُرَيْشٍ مِنْ زِنْدِيقِهَا يُحْدِثُ أَحْدَاثًا يُكَذِّبُ بِدِينِهَا، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، وَيُنْزَعُ مِنْهَا هَيْبَتُهَا، وَتُهْدَمُ عَلَيْهَا جُدُرُهَا، وَتَغْلِبُ عَلَيْهَا جُنُودُهَا، وَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُومُ النَّائِحَاتُ الْبَاكِيَاتُ، فَبَاكِيَةٌ تَبْكِي عَلَى دِينِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي عَلَى دُنْيَاهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي مِنْ ذُلِّهَا بَعْدَ عِزِّهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي مِنْ جُوعِ أَوْلاَدِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي مِنْ قَتْلِ وِلْدَانِهَا فِي بُطُونِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي مِنِ اسْتِذْلاَلِ رِقَابِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي مِنِ اسْتِحْلاَلِ فُرُوجِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي مِنْ سَفْكِ دِمَائِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي خَوْفًا مِنْ جُنُودِهَا، وَبَاكِيَةٌ تَبْكِي شَوْقًا إِلَى قُبُورِهَا‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَظْلَلَتْكُمْ فِتَنٌ كَأَنَّهَا قِطَعُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، أَنْجَى النَّاسِ فِيهَا، أَوْ قَالَ‏:‏ مِنْهَا، صَاحِبُ شَاءٍ يَأْكُلُ مِنْ رَسَلِ غَنَمِهِ، أَوْ رَجُلٌ مِنْ وَرَاءِ الدَّرْبِ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ يَأْكُلُ مِنْ سَيْفِهِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جِيلٍ، عَنْ أَبِي كَعْبٍ الْحَارِثِيِّ، وَهُوَ ذُو الإِدَاوَةِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُهُ يَقُولُ‏:‏ خَرَجْتُ فِي طَلَبَ إِبِلٍ لِي ضَوَالَّ، فَتَزَوَّدْتُ لَبَنًا فِي إِدَاوَةٍ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي‏:‏ مَا أنْصَفْتُ، فَأَيْنَ الْوَضُوءُ، فَأَهْرَقْتُ اللَّبَنَ وَمَلأْتُهَا مَاءً، فَقُلْتُ‏:‏ هَذَا وَضُوءٌ وَهَذَا شَرَابٌ، قَالَ‏:‏ فَلَبِثْتُ أَبْغِي إِبِلِي، فَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَتَوَضَّأَ اصْطَبَبْتُ مِنَ الإِدَاوَةِ مَاءً فَتَوَضَّأْتُ، وَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَشْرَبَ اصْطَبَبْتُ لَبَنًا فَشَرِبْتُهُ، فَمَكَثْتُ بِذَلِكَ ثَلاَثًا، قَالَ‏:‏ فَقَالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ النَّجْرَانِيَّةُ‏:‏ يَا أَبَا كَعْبٍ، أَقَطِيبًا كَانَ أَمْ حَلِيبًا‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ إِنَّكِ لَبَطَّالَةٌ، كَانَ يَعْصِمُ مِنَ الْجُوعِ وَيَرْوِي مِنَ الظَّمَاءِ، أَمَّا إِنِّي حَدَّثْتُ بِهَذَا نَفَرًا مِنْ قَوْمِي فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ الْحَارِثِ سَيِّدُ بَنِي فَنَّانٍ، فَقَالَ‏:‏ مَا أَظُنُّ الَّذِي تَقُولُ كَمَا تَقُولُ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ اللَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ، قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَبِتُّ لَيْلَتِي تِلْكَ، قَالَ‏:‏ فَإِذَا أَنَا بِهِ صَلاَةَ الصُّبْحِ إِلَى بَابِي فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ‏:‏ يَرْحَمُكَ اللَّهَ، لِمَ تَعَنَّيْتَ إِلَيَّ، أَلاَ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، أَنَا أَحَقُّ بِذَلِكَ أَنْ آتِيَكَ، مَا نِمْتُ اللَّيْلَةَ إِلاَّ أَتَانِي آتٍ، فَقَالَ‏:‏ أَنْتَ الَّذِي تَكْذِبُ مَنْ يُحَدِّثُ بِأَنْعُمِ اللهِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَيْتُ عُثْمَانَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ دِينِي، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ وَإِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ أَشْيَاءَ، فَأْمُرْ حَاجِبَكَ أَنْ لاَ يَحْجُبَنِي، قَالَ‏:‏ يَا وَثَّابُ إِذَا جَاءَكَ هذا الحارثي فَأْذَنْ لَهُ، قَالَ‏:‏ فَكُنْتُ إِذَا جِئْتُ فَقَرَعْتُ الْبَابَ، قَالَ‏:‏ مَنْ ذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْحَارِثِيُّ فَيُأْذَنَ لِي، قَالَ‏:‏ ادْخُلْ، قَالَ‏:‏ فَدَخَلْتُ فَإِذَا عُثْمَانُ جَالِسٌ وَحَوْلَهُ نَفَرٌ سُكُوتٌ لاَ يَتَكَلَّمُونَ، كَأَنَّ عَلَى رُؤُوسِهِمُ الطَّيْرَ، قَالَ‏:‏ فَسَلَّمْتُ، ثُمَّ جَلَسْتُ وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حَالِهِمْ، قَالَ‏:‏ فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ نَفَرٌ، فَقَالُوا‏:‏ أَبَى أَنْ يَجِيءَ، قَالَ‏:‏ فَغَضِبَ وَقَالَ‏:‏ أَبَى أَنْ يَجِيءَ‏؟‏ اذْهَبُوا فَجِيئُوا بِهِ، فَإِنْ أَبَى فَجُرُّوهُ جَرًّا، فَمَكَثْتُ قَلِيلاً، فَجَاؤُوا فَجَاءَ مَعَهُمْ رَجُلٌ أُدَمٌ طُوَالٌ، أَصْلَعُ فِي مُقَدَّمِ رَأْسِهِ شَعَرَاتٌ، وَفِي قَفَائِهِ شَعَرَاتٌ، فَقُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَقَالَ‏:‏ أَنْتَ الَّذِي يَأْتِيكَ رُسُلُنَا فَتَأْبَى أَنْ تَأْتِيَنِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَكَلَّمَهُ بِشَيْءٍ لاَ أَدْرِي مَا هُوَ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ خَرَجَ فَمَا زَالُوا يُنْقَضُّونَ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى مَا بَقِيَ غَيْرِي، قَالَ‏:‏ فَقَامَ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ وَاللهِ لاَ أَسْأَلُ عَنْ هَذَا أَحَدًا، أَقُولُ‏:‏ حَدَّثَنِي فُلاَنٌ حَتَّى أَرَى مَا يَصْنَعُ، قَالَ‏:‏ فَتَبِعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ جَالِسٌ إِلَى سَارِيَةٍ وَحَوْلَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْكُونَ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ عُثْمَانُ‏:‏ يَا وَثَّابُ عَلَيَّ بِالشُّرَطِ، قَالَ‏:‏ فَجَاءَ الشُّرَطُ، فَقَالَ‏:‏ فَرِّقُوا بَيْنَ هَؤُلاَءِ، قَالَ‏:‏ فَفَرَّقُوا بَيْنَهُمْ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَتَقَدَّمَ عُثْمَانُ فَصَلَّى، فَلَمَّا كَبَّرَ قَامَتِ امْرَأَةٌ مِنْ حُجْرَتِهَا فَقَالَتْ‏:‏ أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا، قَالَ‏:‏ ثُمَّ تَكَلَّمَتْ فَذَكَرَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا بَعَثَهُ اللَّهُ بِهِ، ثُمَّ قَالَتْ‏:‏ تَرَكْتُمْ أَمْرَ اللهِ وَخَالَفْتُمْ رَسُولَهُ، أَوْ نَحْوَ هَذَا، ثُمَّ صَمَتَتْ فَتَكَلَّمَتْ أُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، فَإِذَا هِيَ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ قَالَ‏:‏ فَلَمَّا سَلَّمَ عُثْمَانُ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ هَاتَانِ الْفَتَّانَتَانِ فَتَنَتَا النَّاسَ فِي صَلاَتِهِمْ، وَإِلاَّ تَنْتَهِيَا، أَوْ لأَسُبَّنَّكُمَا مَا حَلَّ لِيَ السِّبَابُ، وَإِنِّي لأَصْلِكُمَا لَعَالِمٌ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ‏:‏ أَتَقُولُ هَذَا لِحَبَائِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَفِيمَا أَنْتَ وَمَا هَاهُنَا، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى سَعْدٍ عَامِدًا إِلَيْهِ، قَالَ‏:‏ وَانْسَلَّ سَعْدٌ فَخَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَلَقِيَ عَلِيًّا بِبَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ‏:‏ أَيْنَ تُرِيدُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أُرِيدُ هَذَا الَّذِي كَذَا وَكَذَا، يَعْنِي سَعْدًا، فَشَتَمَهُ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ‏:‏ أَيُّهَا الرَّجُلُ دَعْ هَذَا عَنْكَ، قَالَ‏:‏ فَلَمْ يَزَلْ بِهِمَا الْكَلاَمُ حَتَّى غَضِبَ عُثْمَانُ فَقَالَ‏:‏ أَلَسْتَ الْمُتَخَلِّفَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ تَبُوكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ أَلَسْتَ الْفَارَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثُمَّ حَجَزَ النَّاسُ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ خَرَجْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ حَتَّى أَتَيْتُ الْكُوفَةَ، فَوَجَدْتُهُمْ أَيْضًا قَدْ وَقَعَ بَيْنَهُمْ شَيْءٌ وَنَشَبُوا فِي الْفِتْنَةِ، وَرَدُّوا سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَلَمْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ إِلَيْهِمْ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَجَعْتُ حَتَّى أَتَيْتُ بِلاَدَ قَوْمِي‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ جُعِلَتْ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ خَمْسُ فِتَنٍ‏:‏ فِتْنَةٌ عَامَّةٌ، ثُمَّ فِتْنَةٌ خَاصَّةٌ، ثُمَّ فِتْنَةٌ عَامَّةٌ، ثُمَّ فِتْنَةٌ خَاصَّةٌ، ثُمَّ تَأْتِي الْفِتْنَةُ الْعَمْيَاءُ الصَّمَّاءُ الْمُطْبِقَةُ، الَّتِي يَصِيرُ النَّاسُ فِيهَا كَالأَنْعَامِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ‏:‏ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ‏:‏ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَمُوتَ فَمُتْ، فَوَاللهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْمَوْتُ إِلَى أَحَدِهِمْ أَحَبُّ مِنَ الذَّهَبِ الْحَمْرَاءِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ ثَارَتِ الْفِتْنَةُ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةُ آلاَفٍ، لَمْ يَخِفَّ مِنْهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلاً‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَقَالَ غَيْرُهُ‏:‏ خَفَّ مَعَهُ، يَعْنِي عَلِيًّا، مِائَتَانِ وَبِضْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ مِنْهُمْ أَبُو أَيُّوبَ، وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ قِيلَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ‏:‏ أَلاَ تُقَاتِلُ، فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الشُّورَى، وَأَنْتَ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ غَيْرِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ أُقَاتِلُ حَتَّى تَأْتُونِي بِسَيْفٍ لَهُ عَيْنَانِ، وَلِسَانٌ وَشَفَتَانِ، يَعْرِفُ الْكَافِرَ مِنَ الْمُؤْمِنِ، قَدْ جَاهَدْتُ وَأَنَا أَعْرِفُ الْجِهَادَ، وَلاَ أَبْخَعُ بِنَفْسِي إِنْ كَانَ رَجُلٌ خَيْرًا مِنِّي‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِذَا تَوَجَّهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ، قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّهُ كَانَ يُرِيدُ قَتْلَ أَخِيهِ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مَرَّةً يَوْمًا، فَرَكِبَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسًا كَأَنَّهُ مُقْرِفٌ فَرَكَضَهُ فِي آثَارِهِمْ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ‏:‏ وَجَدْنَاهُ بَحْرًا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ ثَارَتِ الْفِتْنَةُ الأُولَى فَلَمْ يَبْقَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا أَحَدٌ، ثُمَّ كَانَتِ الْفِتْنَةُ الثَّانِيَةُ فَلَمْ يَبْقَ مِمَّنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ أَحَدٌ قَالَ‏:‏ وَأَظُنُّ لَوْ كَانَتِ الثَّالِثَةُ لَمْ تُرْفَعُ وَفِي النَّاسِ طَبَاخٌ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ‏:‏ إِيَّاكُمْ وَالْفِتَنَ لاَ يَشْخَصْ لَهَا أَحَدٌ، وَاللهِ مَا شَخَصَ فِيهَا أَحَدٌ إِلاَّ نَسَفَتْهُ كَمَا يَنْسِفُ السَّيْلُ الدِّمَنَ، إِنَّهَا مُشْبِهَةٌ مُقْبِلَةٌ، حَتَّى يَقُولَ الْجَاهِلُ هَذِهِ تُشَبِّهُ مُقْبِلَةً وَتُبَيِّنُ مُدْبِرَةً، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَاجْثَمُوا فِي بُيُوتِكُمْ، وَكَسِّرُوا سُيُوفَكُمْ، وَقَطِّعُوا أوتَادَكُمْ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، مِنْهُمُ الْحَسَنُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو‏:‏ كَيْفَ أَنْتَ إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةِ النَّاسِ، مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ، وَاخْتَلَفُوا فَكَانُوا هَكَذَا، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالَ‏:‏ فَبِمَ تَأْمُرُنِي يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ عَلَيْكَ بِمَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ، وَعَلَيْكَ بِخَاصَّتِكَ، وَإِيَّاكَ وَعَوَامَّهُمْ قَالَ‏:‏ يَقُولُ الْحَسَنُ‏:‏ فَوَاللهِ مَا تَمَالَكَ إِنْ كَانَ فِيَّ عَلَى أَسْوَاءِ ذَلِكَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ كَيْفَ بِكُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ، وَيُتَّخَذُ سُنَّةٌ، فَإِنْ غُيِّرَتْ يَوْمًا، قِيلَ‏:‏ هَذَا مُنْكَرٌ، قَالُوا‏:‏ وَمَتَى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِذَا قَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ، وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ، وَتُفِقِّهَ لِغَيْرِ الدِّينِ، وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْحَنْظَلِيِّ، قَالَ‏:‏ خَطَبَ عُمَرُ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي أَنْ يُؤْخَذَ الرَّجُلُ مِنْكُمُ الْبَرِيءُ، فَيُؤْشَرُ كَمَا يُؤْشَرُ الْجَزُورُ، وَيُشَاطُ لَحْمُهُ كَمَا يُشَاطُ لَحْمُهَا، وَيُقَالُ‏:‏ عَاصٍ وَلَيْسَ بِعَاصٍ قَالَ‏:‏ فَقَالَ عَلِيُّ وَهُوَ تَحْتَ الْمِنْبَرِ‏:‏ وَمَتَى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏؟‏ أَوْ‏:‏ بِمَا تَشْتَدُّ الْبَلِيَّةُ، وَتَظْهَرُ الْحَمِيَّةُ، وَتُسْبَى الذُّرِّيَّةُ، وَتَدُقَّهُمُ الْفِتَنُ كَمَا تَدُقُّ الرَّحَا ثُفْلَهَا، وَكَمَا تَدُقُّ النَّارُ الْحَطَبَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَمَتَى ذَلِكَ يَا عَلِيُّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِذَا تُفُقِّهَ لِغَيْرِ الدِّينِ، وَتُعُلِّمَ لِغَيْرِ الْعَمَلِ، وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَخَافُ عَلَيْكُمُ الْهَرْجَ، قَالُوا‏:‏ وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْقَتْلُ، قَالُوا‏:‏ وَأَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ الْيَوْمَ، إِنَّا لَنَقْتُلُ فِي الْيَوْمِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَذَا وَكَذَا‏؟‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَيْسَ قَتْلَ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ قَتْلَ بَعْضِكُمْ بَعْضًا، قَالُوا‏:‏ وَفِينَا كِتَابُ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَفِيكُمْ كِتَابُ اللهِ، قَالُوا‏:‏ وَمَعَنَا عُقُولُنَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّهُ تُنْتَزَعُ عُقُولُ عَامَّةِ ذَاكُمُ الزَّمَانِ، وَيُخْلَفُ لَهَا هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، أَنَّهُ اجْتَمَعَ هُوَ وَمُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ وَكَانَ مُسْلِمٌ خَرَجَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ فَذَكَرُوا ذَلِكَ فَقَالَ مُسْلِمٌ‏:‏ قَدْ خَرَجْتُ مَعَهُ، فَوَاللهِ مَا سَلَلْتُ سَيْفًا، وَلاَ رَمَيْتُ بِسَهْمٍ، وَلاَ طَعَنْتُ بِرُمْحٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو قِلاَبَةَ‏:‏ لَكِنْ قَدْ رَآكَ رَجُلٌ وَاقِفًا، فَقَالَ‏:‏ هَذَا مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ وَاقِفٌ لِلْقِتَالِ، فَرَمَى بِسَهْمِهِ، وَطَعَنَ بِرُمْحِهِ، وَضَرَبَ بِسَيْفِهِ قَالَ‏:‏ فَبَكَى مُسْلِمٌ، قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ‏:‏ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَقُلْ شَيْئًا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ تَكُونُ فِتْنَةٌ بِالشَّامِ كَانَ أَوَّلُهَا لَعِبَ الصِّبْيَانِ تَطْفُو مِنْ جَانِبٍ، وَتَسْكُنُ مِنْ جَانِبٍ، فَلاَ تَتَنَاهَى حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ إِنَّ الأَمِيرَ فُلاَنٌ قَالَ‏:‏ فَيُقَبِّلُ ابْنُ الْمُسَيَّبِ يَدَيْهِ حَتَّى إِنَّهُمَا لَيَنْتَفِضَانِ، ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ ذَاكُمُ الأَمِيرُ حَقًّا، ذَاكُمُ الأَمِيرُ حَقًّا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَعْرَابِيٌّ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِلإِسْلاَمِ مُنْتَهًى‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ، أَوِ الْعَجَمِ أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الإِسْلاَمَ قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثُمَّ تَقَعُ فِتَنٌ كَأَنَّهَا الظُّلَلُ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ‏:‏ كَلاَّ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَعُودُنَّ فِيهَا أَسَاوِدَ صُبًّا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ وَكَانَ لِهِنْدَ إِزَارٌ فِي كُمِّهَا، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ‏:‏ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، مَا فُتِحَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْخَزَائِنِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، مَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْفِتَنِ، مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجْرَةِ، يَا رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ‏:‏ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذَا، وَحَلَّقَ إِبْهَامَهُ بِالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ، قَالَ‏:‏ أَدْرَكْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ وَوَعَيْتُ عَنْهُ، وَأَدْرَكْتُ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ وَوَعَيْتُ عَنْهُ، وَأَدْرَكْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَوَعَيْتُ عَنْهُ، وَفَاتَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عُمَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي كُلِّ مَجْلِسٍ يَجْلِسُهُ‏:‏ اللَّهُ حَكَمٌ قِسْطٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ، هَلَكَ الْمُرْتَابُونَ، مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنٌ يَكْثُرُ فِيهَا الْمَالُ، وَيُفْتَحُ فِيهَا الْقُرْآنُ حَتَّى يَأْخُذَهُ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ، وَالْحُرُّ وَالْعَبْدُ، وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ، فَيُوشِكُ الرَّجُلُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ، فَيَقُولَ‏:‏ قَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ، فَمَا لِلنَّاسِ لاَ يَتَّبِعُونِي وَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ‏؟‏ ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ مَا هُمْ بِمُتَّبِعِيَّ حَتَّى أَبْتَدِعَ لَهُمْ غَيْرَهُ، فَإِيَّاكُمْ وَمَا ابْتُدِعَ، فَإِنَّ مَا ابْتُدِعَ ضَلاَلَةٌ، اتَّقُوا زَيْغَ الْحَكِيمِ، فَإنَّ الشَّيْطَانَ يُلْقِي عَلَى فِي الْحَكِيمِ الضَّلاَلَةَ، وَيُلْقِي لِلْمُنَافِقِ كَلِمَةَ الْحَقِّ، قَالَ‏:‏ قُلْنَا‏:‏ وَمَا يُدْرِينَا يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَنَّ الْمُنَافِقَ يُلْقِي كَلِمَةَ الْحَقِّ، وَأَنَّ الشَّيْطَانَ يُلْقِي عَلَى فِي الْحَكِيمِ الضَّلاَلَةَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ اجْتَنِبُوا مِنْ كَلاَمِ الْحَكِيمِ كُلَّ مُتَشَابِهٍ، الَّذِي إِذَا سَمِعْتَهُ قُلْتَ‏:‏ مَا هَذَا‏؟‏ وَلاَ يُثْنِيكَ ذَلِكَ عَنْهُ، فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ أَنْ يُرَاجِعَ وَيُلْقِي الْحَقَّ إِذَا سَمِعَهُ، فَإنَّ عَلَى الْحَقِّ نُورًا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يَتَقَارَبُ الزَّمَنُ وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ قَالُوا‏:‏ أَيْمُ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْقَتْلُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، قَالاَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ‏:‏ مَنْ يُحَدِّثُنَا عَنِ الْفِتَنِ‏؟‏ قَالَ حُذَيْفَةُ‏:‏ أَنَا، قَالَ عُمَرُ‏:‏ هَاتِ، إِنَّكَ عَلَيْهَا لَجَرِيءٌ، قَالَ حُذَيْفَةُ‏:‏ فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّدَقَةُ وَالصَّلاَةُ وَالصَّوْمُ قَالَ عُمَرُ‏:‏ لَسْتُ هَذَا أَعْنِي، قَالَ‏:‏ فَالَّتِي تَمُوجُ كَمَا يَمُوجُ الْبَحْرُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابٌ مُغْلَقٌ قَالَ‏:‏ أَفَيُكْسَرُ ذَلِكَ الْبَابُ أَمْ يُفْتَحُ‏؟‏ فَقَالَ حُذَيْفَةُ‏:‏ لاَ بَلْ يُكْسَرُ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ إِذًا لاَ يُغْلَقُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِنِسَائِهِ‏:‏ أَيَّتُكُنَّ تَنْبحُهَا كِلاَبُ مَاءِ كَذَا وَكَذَا‏؟‏ يَعْنِي الْحَوْأَبَ، فَلَمَّا خَرَجَتْ عَائِشَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ نَبَحتْهَا الْكِلاَبُ، فَقَالَتْ‏:‏ مَا اسْمُ هَذَا الْمَاءِ‏؟‏ فَأَخْبَرُوهَا، فَقَالَتْ‏:‏ رُدُّونِي فَأَبَى عَلَيْهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ‏:‏ لاَ تَزَالُ الْفِتْنَةُ مُوَادَمَةً بِهَا مَا لَمْ تَبْدُ مِنْ قِبَلِ الشَّامِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ‏:‏ مَا شَيْءٌ كَانَ يُحَدِّثُنَاهُ كَعْبٌ إِلاَّ قَدْ أَتَى عَلَى مَا قَالَ إِلاَّ قَوْلَهُ‏:‏ إِنَّ فَتَى ثَقِيفٍ يَقْتُلُنِي وَهَذَا رَأْسُهُ بَيْنَ يَدَيَّ، يَعْنِي الْمُخْتَارَ، قَالَ ابْنُ سِيرِينَ‏:‏ وَلاَ يَشْعُرُ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ خُبِئَ لَهُ‏.‏ يَعْنِي الْحَجَّاجَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْحَيِّ، عَنْ هِنْدَ بِنْتِ الْمُهَلَّبِ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ عِكْرِمَةُ يَدْخُلُ عَلَيْهَا قَالَ‏:‏ فَقَالَ عِكْرِمَةُ يَوْمًا‏:‏ لأُحَدِّثَنَّكِ حَدِيثًا مَا حَدَّثْتُهُ أَحَدًا غَيْرَكِ‏:‏ لاَ يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ فِي بَنِي أُمَيَّةَ مَا لَمْ يَخْتَلِفْ بَيْنَهُمْ رُمْحَانِ، فَإِذَا اخْتَلَفَ بَيْنَهُمْ رُمْحَانِ خَرَجَتْ مِنْهُمْ فَلَمْ تَرْجِعْ فِيهِمْ أَبَدًا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ قَالَ لِي عَبِيدَةُ وَأَنَا بِالْكُوفَةِ، وَذَلِكَ قَبْلَ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ‏:‏ افْرُغْ مِنْ ضَيْعَتِكَ، ثُمَّ انْحَدِرْ إِلَى مِصْرِكَ، فَإِنَّهُ سَيَحْدُثُ فِي الأَرْضِ حَدَثٌ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ فَبِمَ تَأْمُرُنِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ تَلْزَمُ بَيْتَكَ قَالَ‏:‏ فَلَمَّا قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ وَقَعَتْ فِتْنَةُ ابْنِ الزُّبَيْرِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ‏.‏‏.‏‏.‏ قَالَ‏:‏ يَقُولُ‏:‏ تَعَلَّمُوا الإِسْلاَمَ، فَإِذَا عَلِمْتُمُوهُ فَلاَ تَرْغَبُوا عَنْهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، فَإنَّ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ الإِسْلاَمُ، وَلاَ تُحَرِّفُوهُ يَمِينًا وَشِمَالاً، وَعَلَيْكُمْ بِسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ قَبْلَ أَنْ يَقْتُلُوا صَاحِبَهُمْ، وَقَبْلَ أَنْ يَفْعَلُوا الَّذِي فَعَلُوا، لَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يَقْتُلُوا صَاحِبَهُمْ، وَقَبْلَ أَنْ يَفْعَلُوا الَّذِي فَعَلُوا خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَإِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الأُمُورَ الَّتِي تُلْقِي بَيْنَ النَّاسِ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ ابْنَ سِيرِينَ يَقُولُ‏:‏ ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا، فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ رَأْسُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْحَقِّ، قَالَ‏:‏ فَقَامَ إِلَيْهِ كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَأَخَذَ بِعَضُدِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ وَكَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ‏.‏

باب خَيْرِ النَّاسِ فِي الْفِتَنِ

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ خَيْرُ النَّاسِ فِي الْفِتَنِ رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ، أَوْ قَالَ‏:‏ بِرَأْسِ، فَرَسِهِ خَلْفَ أَعْدَاءِ اللهِ يُخِيفُهُمْ وَيُخِيفُونَهُ، وَرَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي بَادِيَتِهِ يُؤَدِّي الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْهِ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَوْ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، مَعْمَرٌ شَكَّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَجُلٌ‏:‏ أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَنْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَعْبُدُ رَبَّهُ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ أَيُّهَا النَّاسُ أَظَلَّتْكُمْ فِتْنَةٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، أَنْجَى النَّاسِ فِيهَا، أَوْ قَالَ مِنْهَا، صَاحِبُ شَاءٍ يَأْكُلُ مِنْ رَسَلِ غَنَمِهِ، أَوْ رَجُلٌ وَرَاءَ الدَّرْبِ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ يَأْكُلُ مِنْ سَيْفِهِ‏.‏

باب سُنَنِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ‏:‏ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ حُنَيْنٍ فَمَرَرْنَا بِالسِّدْرَةِ، فَقُلْنَا‏:‏ أَيْ رَسُولَ اللهِ، اجْعَلْ لَنَا هَذِهِ ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لِلْكُفَّارِ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، وَكَانَ الْكُفَّارُ يَنُوطُونَ سِلاَحَهُمْ بِسِدْرَةٍ، وَيَعْكُفُونَ حَوْلَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اللَّهُ أَكْبَرُ، هَذَا كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى‏:‏ ‏{‏اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ‏}‏ إِنَّكُمْ تَرْكَبُونَ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جُحْرَ ضَبٍّ لَتَبِعْتُمُوهُ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ حُذَيْفَةَ، قَالَ‏:‏ لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ، وَحَذْوَ الشِّرَاكِ بِالشِّرَاكِ، حَتَّى لَوْ فَعَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَذَا وَكَذَا، فَعَلَهُ رَجُلٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ‏:‏ قَدْ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قِرَدَةٌ وَخَنَازِيرُ، قَالَ‏:‏ وَهَذِهِ الأُمَّةُ سَيَكُونُ فِيهَا قِرَدَةٌ وَخَنَازِيرَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ‏:‏ يَقْتَتِلُ فِئَتَانِ عَلَى دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ عِنْدَ خُرُوجِ أَمِيرٍ، أَوْ قَبِيلَةٍ، فَتَظْهَرُ الطَّائِفَةُ الَّتِي تَظْهَرُ وَهِيَ ذَلِيلَةٌ، فَيَرْغَبُ فِيهَا مَنْ يَلِيهَا مِنْ عَدُوِّهَا فَتَتَقَحَّمُ فِي النَّارِ تَقَحُّمًا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ إِنِّي لأَعْلَمُ فِتْنَةً يُوشِكُ أَنْ تَكُونَ الَّتِي مَعَهَا قَبْلَهَا كَنَفْجَةِ أَرْنَبٍ، وَإِنِّي لأَعْلَمُ الْمَخْرَجَ مِنْهَا، قُلْنَا‏:‏ وَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ أُمْسِكُ بِيَدِي حَتَّى يَجِيءَ مَنْ يَقْتُلُنِي‏.‏

- قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَحَدَّثَنِي شَيْخٌ لَنَا أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ لَهَا‏:‏ ادْعِي اللَّهَ أَنْ يُطْلِقَ لِي يَدِي، قَالَتْ‏:‏ وَمَا شَأْنُ يَدِكِ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ كَانَ لِي أَبَوَانِ، فَكَانَ أَبِي كَثِيرَ الْمَالِ كَثِيرَ الْمَعْرُوفِ كَثِيرَ الْفَضْلِ، أَوْ قَالَتْ‏:‏ كَثِيرَ الصَّدَقَةِ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ أُمِّي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، لَمْ أَرَهَا تَصَدَّقَتْ بِشَيْءٍ قَطُّ، غَيْرَ أَنَّا نَحَرْنَا بَقَرَةً، فَأَعْطَتْ مِسْكِينًا شَحْمَةً فِي يَدِهِ، وَأَلْبَسَتْهُ خِرْقَةً، فَمَاتَتْ أُمِّي، وَمَاتَ أَبِي، فَرَأَيْتُ أَبِي عَلَى نَهْرٍ يَسْقِي النَّاسَ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَبَتَاهُ، هَلْ رَأَيْتَ أُمِّي‏؟‏ قَالَ لاَ، أَوَمَاتَتْ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، قَالَتْ‏:‏ فَذَهَبْتُ أَلْتَمِسُهَا فَوَجَدْتُهَا قَائِمَةً عُرْيَانَةً لَيْسَ عَلَيْهَا إِلاَّ تِلْكَ الْخِرْقَةُ، وَتِلْكَ الشَّحْمَةُ فِي يَدِهَا وَهِيَ تَضْرِبُ بِهَا عَلَى يَدِهَا الأُخْرَى، وَتَمَصُّ أَثَرَهَا، وَتَقُولُ‏:‏ يَا عَطَشَاهُ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أُمَّهْ، أَلاَ أَسْقِيكِ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ بَلَى، فَذَهَبْتُ إِلَى أَبِي، فَأَخَذْتُ إِنَاءً مِنْ عِنْدِهِ، فَسَقَيْتُهَا فِيهِ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ مَنْ كَانَ عِنْدَهَا قَائِمًا، فَقَالَ‏:‏ مَنْ سَقَاهَا أَشَلَّ اللَّهُ يَدَهُ، قَالَتْ‏:‏ فَاسْتَيْقَظْتُ وَقَدْ شَلَّتْ يَدِي‏.‏

باب الْمَهْدِيِّ

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ يَكُونُ اخْتِلاَفٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَيَأْتِي مَكَّةَ، فَيَسْتَخْرِجُهُ النَّاسُ مِنْ بَيْتِهِ وَهُوَ كَارِهٌ، فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، فَيُبْعَثُ إِلَيْهِ جَيْشٌ مِنَ الشَّامِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ، فَيَأْتِيهِ عَصَائِبُ الْعِرَاقِ، وَأَبْدَالُ الشَّامِ فَيُبَايِعُونَهُ، فَيَسْتَخْرِجُ الْكُنُوزَ، وَيَقْسِمُ الْمَالَ، وَيُلْقِي الإِسْلاَمُ بِجِرَانِهِ إِلَى الأَرْضِ، يَعِيشُ فِي ذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ، أَوْ قَالَ‏:‏ تِسْعَ سِنِينَ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ‏:‏ ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلاَءً يُصِيبُ هَذِهِ الأُمَّةَ، حَتَّى لاَ يَجِدَ الرَّجُلُ مَلْجَأً يَلْجَأُ إِلَيْهِ مِنَ الظُّلْمِ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ رَجُلاً مِنْ عِتْرَتِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَيَمْلأُ بِهِ الأَرْضَ قِسْطًا، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا، يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ، وَسَاكِنُ الأَرْضِ، لاَ تَدَعُ السَّمَاءُ مِنْ قَطْرِهَا شَيْئًا إِلاَّ صَبَّتْهُ مِدْرَارًا، وَلاَ تَدَعُ الأَرْضُ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا إِلاَّ أَخْرَجَتْهُ، حَتَّى تَتَمَنَّى الأَحْيَاءُ الأَمْوَاتَ، يَعِيشُ فِي ذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ، أَوْ ثَمَانِ، أَوْ تِسْعَ سِنِينَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ، قَالَ‏:‏ تَكُونُ فِتْنَةٌ، ثُمَّ تَتْبَعُهَا أُخْرَى لاَ تَكُونُ الأُولَى فِي الآخِرَةِ إِلاَّ كَثَمَرَةِ السَّوْطِ يَتْبَعُهَا ذُبَابُ السَّيْفِ، ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ فَلاَ يَبْقَى لِلَّهِ مُحَرَّمٌ إِلاَّ اسْتُحِلَّ، ثُمَّ يَجْتَمِعُ النَّاسُ عَلَى خَيْرِهِمْ رَجُلاً، تَأْتِيهِ إِمَارَتُهُ هَنِيئًا وَهُوَ فِي بَيْتِهِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَطَرٍ، قَالَ كَعْبٌ‏:‏ إِنَّمَا سُمِّيَ الْمَهْدِيَّ لأَنَّهُ لاَ يَهْدِي لأَمْرٍ قَدْ خَفِيَ، قَالَ‏:‏ وَيَسْتَخْرِجُ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ مِنْ أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا‏:‏ أَنْطَاكِيَةُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ‏:‏ إِنَّ الْمَهْدِيَّ أَقْنَى أَجْلَى‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ يَكُونُ عَلَى النَّاسِ إِمَامٌ، لاَ يَعُدُّ لَهُمُ الدَّرَاهِمَ وَلَكِنْ يَحْثُو‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ لاَ يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ حَتَّى تَطْلُعَ مَعَ الشَّمْسِ آيَةٌ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ لَتُمْلأَنَّ الأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا حَتَّى لاَ يَقُولَ أَحَدٌ‏:‏ اللَّهَ اللَّهَ يَسْتَعْلِقُ بِهِ، ثُمَّ لَتُمْلأَنَّ بَعْدَ ذَلِكَ قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ أُرَاهُ سَعِيدًا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْوِيهِ قَالَ‏:‏ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ عَلَى رَأْسِ السِّتِّينَ، تَصِيرُ الأَمَانَةُ غَنِيمَةً، وَالصَّدَقَةُ غَرِيمَةً، وَالشَّهَادَةُ بِالْمَعْرِفَةِ، وَالْحُكْمُ بِالْهَوَى‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ‏:‏ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يَبْقَى فِيهِ مُؤْمِنٌ إِلاَّ كَانَ بِالشَّامِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ‏:‏ شُكِيَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ الْفُرَاتُ، فَقَالُوا‏:‏ نَخَافُ أَنْ يَنْفَتِقَ عَلَيْنَا، فَلَوْ أَرْسَلْتَ مَنْ يَسْكُرُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ‏:‏ لاَ نَسْكُرُهُ فَوَاللهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَوِ الْتَمَسْتُمْ فِيهِ مِلْءَ طَسْتٍ مِنْ مَاءٍ مَا وَجَدْتُمُوهُ، وَلَيَرْجِعَنَّ كُلُّ مَاءٍ إِلَى عُنْصُرِهِ، وَيَكُونُ بَقِيَّةُ الْمَاءِ وَالْمُسْلِمِينَ بِالشَّامِ‏.‏

باب أَشْرَاطِ السَّاعَةِ

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَزُولَ الْجِبَالُ مِنْ أَمَاكِنِهَا، وَحَتَّى تَرَوُا الأَمْرَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَمْ تَكُونُوا تَرَوْنَهُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ قَوْمٌ يَنْتَعِلُونَ الشَّعْرَ، وُجُوهُهُمْ كَالْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا خُوزًا وَكَرْمَانَ، قَوْمٌ مِنَ الأَعَاجِمِ، حُمْرَ الْوُجُوهِ، فُطْسَ الأُنُوفِ، صِغَارَ الأَعْيُنِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ، نِعَالُهُمُ الشَّعْرُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ‏:‏ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَظْهَرَ الْعِلْمُ، وَيَكْثُرَ التُّجَّارُ، وَيُقَاتِلُوا قَوْمًا يَنْتَعِلُونَ الشَّعْرَ، وُجُوهُهُمْ كَالْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخْسَفَ بِقَوْمٍ فِي مَرَاتِعِ الْغَنَمِ، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخْسَفَ بِرَجُلٍ كَثِيرِ الْمَالِ وَالْوَلَدِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ إِذَا كَانَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَثَلاَثِينَ حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ، فَإِنْ تَهْلِكُوا فَبِالْحَرَى، وَإِنْ تَنْجُوا فَعَسَى، وَإِذَا كَانَتْ سَبْعِينَ رَأَيْتُمْ مَا تُنْكِرُونَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ مُعَاذٌ‏:‏ اخْرُجُوا مِنَ الْيَمَنِ قَبْلَ ثَلاَثٍ‏:‏ قَبْلَ خُرُوجِ النَّارِ، وَقَبْلَ انْقِطَاعِ الْحَبْلِ، وَقَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ لأَهْلِهَا زَادٌ إِلاَّ الْجَرَادَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ تَخْرُجُ نَارٌ مِنَ الْيَمَنِ تَسُوقُ النَّاسَ تَغْدُو وَتَرُوحُ وَتُرِيحُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ تَخْرُجُ نَارٌ بِأَرْضِ الْحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الإِبِلِ بِبُصْرَى‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ يَرْوِيهِ قَالَ‏:‏ تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ مَشَارِقِ الأَرْضِ، تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى مَغَارِبِهَا، تَسُوقُ النَّاسَ سَوْقَ الْبَرَقِ الْكَسِيرِ، تَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا، وَتَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا، وَتَأْكُلُ مَنْ تَخَلَّفَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا جَاءَتْنَا بَيْعَةُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قُلْتُ‏:‏ لَوْ خَرَجْتُ إِلَى الشَّامِ فَتَنَحَّيْتُ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الْبَيْعَةِ، فَخَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ، فَأُخْبِرْتُ بِمَقَامٍ يَقُومُهُ نَوْفٌ، فَجِئْتُهُ، فَإِذَا رَجُلٌ فَاسِدُ الْعَيْنَيْنِ، عَلَيْهِ خَمِيصَةٌ، فَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَلَمَّا رَآهُ نَوْفٌ أَمْسَكَ عَنِ الْحَدِيثِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ‏:‏ حَدِّثْ مَا كُنْتَ تُحَدِّثُ بِهِ، قَالَ‏:‏ أَنْتَ أَحَقُّ بِالْحَدِيثِ مِنِّي، أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ هَؤُلاَءِ قَدْ مَنَعُونَا عَنِ الْحَدِيثِ، يَعْنِي الأُمَرَاءَ، قَالَ‏:‏ أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلاَّ حَدَّثْتَنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِنَّهَا سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ لَخِيَارِ النَّاسِ إِلَى مُهَاجَرِ إِبْرَاهِيمَ، لاَ يَبْقَى فِي الأَرْضِ إِلاَّ شِرَارُ أَهْلِهَا، تَلْفِظُهُمْ أَرْضُهُمْ، تَقْذَرُهُمْ نَفْسُ اللهِ، تَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، تَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا، وَتَأْكُلُ مَنْ تَخَلَّفَ‏.‏

قَالَ‏:‏ وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ سَيَخْرُجُ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا خَرَجَ مِنْهَا قَرْنٌ قُطِعَ، كُلَّمَا خَرَجَ مِنْهَا قَرْنٌ قُطِعَ، حَتَّى عَدَدَهَا زِيَادَةً عَلَى عَشْرِ مَرَّاتٍ، كُلَّمَا خَرَجَ مِنْهَا قَرْنٌ قُطِعَ، حَتَّى يَخْرُجَ الدَّجَّالُ فِي بَقِيَّتِهِمْ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ عَشْرُ آيَاتٍ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ‏:‏ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدُّخَانُ، وَالدَّجَّالُ، وَالدَّابَّةُ، وَنُزُولُ عِيسَى، وَنَارٌ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَرِ، وَخُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ، قَالَ‏:‏ عَشْرُ آيَاتٍ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ‏:‏ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِحِجَازِ الْعَرَبِ، وَالرَّابِعَةُ الدَّجَّالُ، وَالْخَامِسَةُ عِيسَى، وَالسَّادِسَةُ دَابَّةُ الأَرْضِ، وَالسَّابِعَةُ الدُّخَانُ، وَالثَّامِنَةُ خُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَالتَّاسِعَةُ رِيحٌ بَارِدَةٌ طَيِّبَةٌ يُرْسِلُهَا اللَّهُ فَيَقْبِضُ بِتِلْكَ الرِّيحِ نَفْسَ كُلِّ مُؤْمِنٍ، وَالْعَاشِرَةُ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الْمَرْءُ بِقَبْرِ أَخِيهِ فَيَقُولَ‏:‏ يَا لَيْتَنِي مَكَانَكَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنَا أَنَّهُ يَشْتَدُّ الْبَلاَءُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ أَخِيهِ فَيَقُولَ‏:‏ يَا لَيْتَنِي مَكَانَكَ، لَيْسَ بِهِ شَوقٌ إِلَى لِقَاءِ اللهِ، وَلَكِنْ لِمَا يَرَى مِنْ شِدَّةِ الْبَلاَءِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلْيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ حَوْلَ ذِي الْخَلَصَةِ، وَكَانَتْ صَنَمًا تَعْبُدُهَا دَوْسٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِتَبَالَةَ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَسَمِعْتُ غَيْرَ الزُّهْرِيِّ يَقُولُ‏:‏ عَلَى ذَلِكَ الْحَجَرِ بَيْتٌ بُنِيَ الْيَوْمَ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ وَصَلَّى الظُّهْرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ فِي السَّاعَةِ، وَذَكَرَ أَنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ أُمُورًا عِظَامًا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ، فَوَاللهِ لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ حَدَّثْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا قَالَ أَنَسٌ‏:‏ فَأَكْثَرَ النَّاسُ الْبُكَاءَ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَكْثَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ‏:‏ سَلُونِي سَلُونِي قَالَ‏:‏ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ‏:‏ أَيْنَ مُدْخَلُهُ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ النَّارُ قَالَ‏:‏ وَقَامَ عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ‏:‏ مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَبُوكَ حُذَافَةُ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ‏:‏ سَلُونِي، قَالَ فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَقَالَ‏:‏ رَضِينَا باللهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولاً، قَالَ‏:‏ فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَلاَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ، وَأَنَا أُصَلِّي فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ‏.‏

- قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَتِ أُمُّ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُذَافَةَ‏:‏ مَا رَأَيْتُ ابْنًا قَطُّ أَعَقَّ مِنْكَ، أَكُنْتَ تَأْمَنُ أَنْ تَكُونَ أُمُّكَ قَدْ قَارَفَتْ بَعْضَ مَا قَارَفَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، فَتَفْضَحَهَا عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ‏؟‏ قَالَ عَبْدُ اللهِ‏:‏ وَاللهِ لَوْ أَلْحَقَنِي بِعَبْدٍ أَسْوَدَ لَلَحِقْتُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ كَأَنِّي بِالتُّرْكِ قَدْ أَتَتْكُمْ عَلَى بَرَاذِينَ مُجَذَّمَةِ الآذَانِ حَتَّى تَرْبِطَهَا بِشَطِّ الْفُرَاتِ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ‏:‏ أَوْشَكَ بَنُو قَنْطُورَاءَ أَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقِ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ ثُمَّ نَعُودُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ، ثُمَّ تَعُودُونَ وَيَكُونُ لَكُمْ بِهَا سَلْوَةٌ مِنْ عَيْشٍ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ تُضَافُ الْعَرَبُ إِلَى مَنَازِلِهَا الأُولَى حَتَّى يَكُونُ خَيْرُ مَالِهَا الشَّاةَ وَالْبَعِيرَ قَالَ‏:‏ وَيَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ‏:‏ إِلاَّ امْرَأَةً كَيِّسَةً تَتَّخِذُ سِقَاءً، أَوْ سِقَائَيْنِ، أَوْ مَزَادَةً، أَوْ مَزَادَتَيْنِ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ لَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ‏:‏ لأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا لاَ تَجِدُونَ أَحَدًا يُحَدِّثُكُمُوهُ بَعْدِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَذْهَبَ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ، وَيَفْشُوَ الزِّنَا، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ، حَتَّى يَكُونَ قَيِّمَ خَمْسِينَ امْرَأَةً رَجُلٌ وَاحِدٌ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ تَجِيءُ رِيحٌ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فَيُقْبَضُ فِيهَا رُوحُ كُلِّ مُؤْمِنٍ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سُنُونٌ خَوَادِعُ يُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَتَنْطِقُ الرُّوَيْبِضَةُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ قَالَ‏:‏ قِيلَ‏:‏ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ سِفْلَةُ النَّاسِ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يَحْسُرُ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِئَةٍ تِسْعُونَ، أَوْ قَالَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، كُلُّهُمْ يَرَى أَنَّهُ يَنْجُو‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ‏:‏ ذُكِرَ شَيْءٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ أَحْفَظُهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ ذَاكَ عِنْدَ نَسْخِ الْقُرْآنِ قَالَ‏:‏ فَقَالَ رَجُلٌ كَالأَعْرَابِيِّ‏:‏ مَا نَسْخُ الْقُرْآنِ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً، وَقَالَ‏:‏ مِثْلُ هَذَا، يَذْهَبُ أُمَّتُهُ وَيَبْقَى قَوْمٌ طُوَالُ الأَعْنَاقِ هَكَذَا، وَجَمَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ مَدَّهُمَا وَأَشَارَ، كَالأَنْعَامِ قَالُوا‏:‏ أَوَلاَ نُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا وَأَزْوَاجَنَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَدْ قَرَأَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، وَخَيْرُ مَنَازِلِهِمُ الَّتِي نَهَى عَنْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الْبَادِيَةُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ فِي الْبَحْرِ شَيَاطِينَ مَسْجُونَةً أَوْثَقَهَا سُلَيْمَانُ، يُوشَكُ أَنْ تَخْرُجَ فَتَقْرَأَ عَلَى النَّاسِ قُرْآنًا‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ جَاءَ ذِئْبٌ إِلَى رَاعِي غَنَمٍ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي حَتَّى انْتَزَعَهَا مِنْهُ، قَالَ‏:‏ صَعِدَ الذِّئْبُ عَلَى تَلٍّ فَأَقْعَى وَاسْتَقَرَّ، وَقَالَ‏:‏ عَمَدْتَ إِلَى رِزْقٍ رَزَقَنِيهِ اللَّهُ أَخَذْتَهُ، ثُمَّ انْتَزَعْتَهُ مِنِّي‏؟‏ قَالَ الرَّجُلُ‏:‏ تَاللَّهِ لَئِنْ رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ ذِئْبًا يَتَكَلَّمُ، قَالَ الذِّئْبُ‏:‏ أَعْجَبُ مِنْ هَذَا رَجُلٌ فِي النُّخَيْلاَتِ بَيْنَ الْحَرْثَيْنِ، يُخْبِرُكُمْ بِمَا مَضَى وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ الرَّجُلُ يَهُودِيًّا، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَدَّقَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّهَا أَمَارَةٌ مِنْ أَمَارَاتٍ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، قَدْ أَوْشَكَ الرَّجُلُ أَنْ يَخْرُجَ فَلاَ يَرْجِعَ حَتَّى يُحَدِّثَهُ نَعْلاَهُ وَسَوْطُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي الْكَنُودِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ مَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ ثَغْبٍ، قَالَ‏:‏ قُلْنَا‏:‏ وَمَا الثَّغْبُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْغَدِيرُ ذَهَبَ صَفْوُهُ وَبَقِيَ كَدَرُهُ، فَالْمَوْتُ يُحِبُّهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ‏.‏

- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ الْحَيَوَانِيِّ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ قَهْرَمَانٌ مِنَ الشَّامِ، وَقَدْ بَقِيَتْ لَيْلَةٌ مِنْ رَمَضَانَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ‏:‏ هَلْ تَرَكْتَ عِنْدَ أَهْلِي مَا يَكْفِيهِمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَدْ تَرَكْتُ عِنْدَهُمْ نَفَقَةً، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ عَزَمْتُ عَلَيْكَ لَمَا رَجَعْتَ وَتَرَكْتَ لَهُمْ مَا يَكْفِيهِمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ كَفَى إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ الرَّجُلُ مَنْ يَقُوتُ قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا، قَالَ‏:‏ إِنَّ الشَّمْسَ إِذَا غَرَبَتْ سَلَّمَتْ وَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ، قَالَ‏:‏ فَيُؤْذَنُ لَهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمًا غَرَبَتْ، فَسَلَّمَتْ وَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ، فَلاَ يُؤْذَنُ لَهَا، فَتَقُولُ‏:‏ أَيْ رَبِّ، إِنَّ الْمَسِيرَ بَعِيدٌ، وَإِنِّي لاَ يُؤْذَنُ لِي، لاَ أَبْلُغُ، قَالَ‏:‏ فَتُحْبَسُ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُقَالُ لَهَا‏:‏ اطْلُعِي مِنْ حَيْثُ غَرَبْتِ، قَالَ‏:‏ فَمِنْ يَوْمَئِذٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ‏{‏لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ‏}‏‏.‏

قَالَ‏:‏ وَذَكَرَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ قَالَ‏:‏ مَا يَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ حَتَّى يُولَدَ لَهُ مِنْ صُلْبِهِ أَلْفٌ، وَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِمْ ثَلاَثَ أُمَمٍ مَا يَعْلَمُ عِدَّتَهُمْ إِلاَّ اللَّهُ، مَنْسِكَ وَتَاوِيلَ وَتَأْوِيسَ‏.‏

- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَطَرٍ، وَغَيْرِهِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَتُمْلأَنَّ أَيْدِيكُمْ مِنَ الْعَجَمِ، ثُمَّ لَيَصِيرُنَّ أُسْدًا لاَ يَفِرُّونَ، ثُمَّ لَيَضْرِبُنَّ أَعْنَاقَكُمْ، وَلَيَأْكُلُنَّ فَيْئَكُمْ‏.‏